نتنياهو في مواجهة غضب عائلات المحتجزين بعد نشر حماس لـ"تسجيل المجندة" الإسرائيلية

وسط عشرات الآلاف من الشهداء في غزة وضغوط عائلات المحتجزين الإسرائيليين في القطاع على حكومة الاحتلال، تواصل حركة حماس الفلسطينية نقل الحرب إلى الداخل الإسرائيلي، بعدما نشرت، اليوم السبت، ما وصفته بـ"شهادة حياة" للمجندة المحتجزة "ليري إلباج"، التي قضت أكثر من 456 يومًا محتجزة في غزة.

هذه الخطوة أثارت ضجة واسعة داخل إسرائيل وخارجها، حيث تحولت قصة "ليري" إلى رمز للصفقة التي تراوح مكانها بين حماس وحكومة نتنياهو، ومع تصاعد الضغوط الشعبية على حكومة الاحتلال، تُطرح تساؤلات حول المستقبل القريب وإمكانية إنهاء معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة.

كانت ليري إلباج، المجندة البالغة من العمر 19 عامًا، اقتادها مقاتلو حماس من موقع "ناحال عوز" الاستيطاني في السابع من أكتوبر الماضي، إذ كان ذلك أول يوم عمل لها بعد إنهاء تدريبها العسكري التي كانت فيه مراقبة عسكرية، واقتيدت "ليري" مع 4 من زميلاتها إلى غزة.

ونشرت حماس الفيديو الأخير بعد سلسلة من الإصدارات التي وصفتها بأنها "علامات حياة للمحتجزين"، وهو مقطع فيديو يأتي استكمالًا لسلسلة تسجيلات مشابهة لمحتجزين آخرين.

وقالت الأسيرة في الفيديو: "أسألكم يا حكومة إسرائيل، هل تريدون قتلنا؟.. نحن لسنا في سلم أولويات حكومتنا ولا جيشنا"، وتابعت: "العالم بدأ ينسانا ولا يهتم بمعاناتنا، بقاؤنا على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش وعدم وصوله إلينا".

وتحدثت شيرا إلباج، والدة ليري، عن آخر مكالمة تلقتها من ابنتها قبل لحظات من احتجازها، إذ قالت: "أخبرتني أن كل شيء بخير، لكنها لم تُودعني، لم أعلم حينها أنها اللحظات الأخيرة قبل فراق طويل".

وفي مارس الماضي، هاجم إيلي إلباج، والد ليري، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشأن المحتجزين، التي قال فيها إن "إعادة المحتجزين ليست الهدف الأكثر أهمية من الحرب"، إذ قال "إلباج": "أتمنى اختطاف أطفال سموتريتش، وبعد أن يحدث ذلك، سنرى ما سيقوله في الوقت الحالي ليس له الحق في الكلام ويجب أن يلتزم الصمت".

تزايدت الدعوات الشعبية والحراك المدني لإعادة المحتجزين، وحسب "يديعوت أحرونوت" العبرية، تم تنظيم مساء السبت مظاهرات حاشدة تحت شعار "لن نترك أحدًا وراءنا" في جميع أنحاء إسرائيل، بعد نشر حماس مقطع فيديو للمجندة المحتجزة ليري، في ساحة المحتجزين بتل أبيب.

وفي بيان لهم، دعا أهالي المحتجزين حكومة الاحتلال إلى اتخاذ قرار حاسم قبل انتهاء مهلة الـ16 يومًا المحددة من قِبل الرئيس الأمريكي المنتخل دونالد ترامب، مؤكدين أن كل يوم في الاحتجاز يشكل خطرًا على حياة أبنائهم.

كانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت، اليوم، ارتفاع عدد الضحايا جراء عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 45.717 شهيدًا و108.856 مصابًا، مؤكدة أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 59 شهيدًا و273 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، لليوم الـ456 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.

 

التعليقات