
حكايات لن تراها إلا في المتحف المصري الكبير "معجزة العصر الحديث"
على بوابة التاريخ، يقف المتحف المصري الكبير شاهدًا على عبقرية الإنسان المصري القديم، وإبداع المهندس المصري الحديث، وفي قلب هذا الصرح العملاق، يكشف لنا الدكتور عيسى زيدان، المدير التنفيذي لترميم ونقل الآثار بالمتحف الكبير، عن أشياء لا يراها الزوار إلا في هذا الصرح الثقافي العالمي، وهو ما نستعرضه عبر التقرير التالي.
الدرج العظيم.. استقبال مهيب من الملوك
في اللحظة التي تطأ فيها أقدام الزائر أرض المتحف، يستقبله "الدرج العظيم"، وهو أول درج من نوعه في العالم، ويضم ما يقرب من 72 قطعة أثرية، منها تماثيل ضخمة لملوك مصر القديمة، مصطفة في مشهد مهيب يليق بعظمة الحضارة المصرية.
4 فصول تحكي تاريخ مصر
1ــ الهيئة الملكية: ملوك عبر العصور
في أول موضوعات العرض، نكتشف تطور الفن الملكي من الدولة الوسطى وحتى الحديثة، من خلال تماثيل نادرة أبرزها: "تمثال الملك سيتي الأول (جرانيت وردي)، تمثال سنوسرت الثالث أو أمنمحات الرابع ويضم أميرتين (كوارتزيت)، تمثال الملك سيتي الثاني، تمثال أمنحتب الثالث، تمثال الملكة حتشبسوت، تمثال الإمبراطور الروماني كاراكالا (جرانيت أحمر).
2 ــ الدور المقدسة: المعابد وسكنى المعبودات
يتناول هذا القسم العلاقة بين الملك ودوره في تشييد المعابد وتجميلها، ومن أبرز المعروضات: "عمودان وعتب للملك ساحورع، تمثال أبو الهول لأمنمحات الثالث، بوابة أمنمحات الأول، ناووسات وتماثيل متعددة من دولتي الوسطى والحديثة".
3 ــ علاقة الملوك بالمعبودات: حكم باسم الآلهة
كان الملك يمثل حلقة الوصل بين البشر والمعبودات، وفي هذا المحور نرى: "تمثال المعبود بتاح، تمثال أوزيري للملك سنوسرت الأول، تمثال رمسيس الثاني في حماية معبود، ثالوث يجمع بتاح ورمسيس وسخمت، تمثال مزدوج لأمنحتب الثالث مع رع حور آختي".
4 ــ الرحلة إلى الحياة الأبدية: الموت بداية الخلود
يقدم هذا القسم نظرة على مفهوم الحياة بعد الموت عند المصريين القدماء من خلال توابيت ملكية نادرة، منها: "تابوت الملكة مِرس عنخ الثالثة، تابوت الأمير خوفو جِدف، تابوت الأميرة نيتوكريس، تابوت تحتمس الأول".
مشهد الأهرامات من قلب المتحف
عند نهاية الصعود عبر الدرج العظيم، يظهر أمام الزائر مشهد بانورامي مبهر للأهرامات الثلاثة، من خلال نافذة ضخمة صممت بعناية وكأنها "فاترينة عرض"، تؤكد أن مصر الحديثة ما زالت تحفظ وتعيد إحياء عظمة الأجداد.
الكنز الذهبي.. توت عنخ آمون كما لم يُرَ من قبل
لأول مرة في التاريخ، تُعرض جميع مقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون، والبالغ عددها نحو 5398 قطعة، على مساحة 7000 متر مربع، مقارنةً بـ700 متر فقط في المتحف المصري بالتحرير، حيث لم يُعرض سوى 2000 قطعة منها.
في قاعتين ضخمتين مخصصتين له، يعيش الزائر تجربة غامرة مع حياة الملك الصغير، حيث تُعرض كنوزه كما وُجدت في مقبرته، ويُعرض بعضها لأول مرة على الإطلاق.
مركبا خوفو.. الأكبر في التاريخ
يتفرد المتحف المصري الكبير بمتحف خاص يضم مركب خوفو الأولى، بعد عملية نقل تعد من أعقد المهام الهندسية في تاريخ علم الآثار، استغرقت أكثر من 30 شهرًا من التخطيط والتنفيذ، بدأت دراستها في 2018، وتم النقل بنجاح في أغسطس 2021 باستخدام عربة ذكية تم استقدامها من بلجيكا، ونُقل المركب كقطعة واحدة داخل هيكل معدني للحماية.
أما مركب خوفو الثاني، فقد رُممت أجزاؤها بالكامل، ويجري الآن تجميعه داخل مبنى ضخم مخصص له، بسيناريو عرض متكامل تحت إشراف المهندس اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف.
هدية مصر إلى العالم
وقال الدكتور عيسى زيدان، المدير التنفيذي لنقل وترميم الآثار: "نعد الشعب المصري والعالم بأن المتحف المصري الكبير سيكون هدية ثقافية حضارية تليق باسم مصر وتاريخها العظيم".
ويضيف أن المتحف الكبير "ليس مجرد متحف، بل مشروع قومي يعيد مصر إلى صدارة المشهد الثقافي والسياحي العالمي، ويعكس رؤية عصرية في عرض التاريخ، تعانق بها مصر حضارتها وتبهر العالم من جديد".
موعد الافتتاح
ومن المقرر أن يفتتح المتحف المصري الكبير يوم الخميس 3 يوليو 2025، وذلك بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
يقع المتحف المصري الكبير في محافظة الجيزة بالقرب من منطقة الأهرامات، ويُعتبر واحدًا من أكبر المتاحف في العالم، ويهدف إلى تقديم تجربة فريدة للزوار من خلال عرض أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.