هاجم جنود جيش الاحتلال وأصاب إسرائيل بالصدمة.. حكاية "الوشق المصري" قاتل الظلام الذي تجسَّد في الإله رَع

لم يكن جنود الاحتلال الإسرائيلي يدركون أن لعنة التاريخ قد تتجسد لهم على هيئة قط بري قادم من أعماق صحراء سيناء، في مشهد يبدو وكأنه خارج من بردية فرعونية قديمة، باغتهم «الوشق المصري» بمخالبه الحادة وذكائه الفطري، ليصنع حدثًا غير مألوف يتردد صداه على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

منذ آلاف السنين، اعتبره المصريون القدماء «حارس الرمال» وصاحب العينين الذهبيتين، الوشق المصري الذي لطالما حمى الحدود والصحاري من قوى الشر. واليوم، وعلى أرض سيناء، تردد اسمه مجددًا وسط الجنود بعد حادث غريب أصاب كتيبة إسرائيلية، لتعود الأسطورة إلى الواجهة.

الوشق المصري ليس مجرد مفترس صحراوي في الحضارة المصرية القديمة، كان أكثر من ذلك بكثير، وتقول النقوش على جدران معابد عين شمس إن الوشق هو «قاتل الظلام»، الذي تجسد فيه الإله «رع» ليذبح الأفعى الأسطورية «عبيب»، رمز الفوضى والخراب، وفقًا لموسوعة تاريخ العالم.

يُفسر الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار في تصريحات صحفية، هذا المشهد قائلًا: «لم يكن اختيار القط البري -الوشق- عشوائيًا. قدرته على الرؤية الليلية جعلته رمزًا مثاليًا للآلهة المنتصرة على قوى الشر في الأساطير الفرعونية».

لقد كان القط البري هو التجسيد الأرضي لـ «رع» في معركته الأزلية مع الظلام، وفي وجدان المصري القديم كان حارسًا للضوء والنظام، تمامًا كما تصوره الرسومات وهو يذبح الأفعى الشريرة أسفل شجرة الهِجليج المقدسة.

اليوم، وبعد آلاف السنين، يعود هذا الحارس من طيات التاريخ ليُحيي ذاكرة الأجداد، وكأن الصحارى المصرية لم تنس أبنائها، وكأن سيناء ما زالت تحمل في جنباتها هذا الصراع الأزلي بين النور والظلام.

تقول الروايات الإسرائيلية إن الوشق باغت الجنود عند تخوم المنطقة الحدودية، بينما تشير الوقائع إلى أن الحيوان، الذي نادرًا ما يتفاعل مع البشر، ربما شعر بتهديد وجودي في موطنه الطبيعي.

بينما كانت القوات الإسرائيلية تؤمن مواقعها في منطقة جبل حريف، الواقعة عند الحدود المصرية-الإسرائيلية، انقض الوشق المصري، أحد أكثر الكائنات غموضًا ودهاءً في الصحراء، على الجنود، لم يكن هجومًا عاديًا من حيوان مفترس، بل بدا وكأنه رسالة خفية من قلب الطبيعة التي لطالما قاومت المعتدين على مر العصور.

الوشق، الذي يقفز 3 أمتار في الهواء ويلامس سرعته 80 كيلومترًا في الساعة، ليس مجرد مفترس اعتيادي. في البرية، هو مقاتل ظل، وفي الأسطورة، هو المنتصر على الأعداء.

الوشق المصري، المعروف أيضًا باسم «عناق الأرض» أو «الكراكال»، هو حيوان ثديي مفترس ينتمي إلى فصيلة السنوريات. يتميز بحجمه المتوسط، حيث يتراوح وزنه بين 11 و18 كيلوجرامًا، وطوله بين 60 و130 سنتيمترًا، يمتلك أذنين طويلتين تنتهيان بخصلات سوداء، مما يمنحه مظهرًا مميزًا، يعيش الوشق المصري في البيئات الجافة والصحراوية، ويتغذى على فرائس متنوعة مثل الأرانب، القوارض، والطيور، ويمكنه اصطياد حيوانات أكبر حجمًا مثل الغزلان الصغيرة، يُعرف بقدرته الفائقة على القفز لمسافات تصل إلى 3 أمتار، وسرعته التي قد تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة، مما يجعله صيادًا ماهرًا.

 

التعليقات