"فسيخ العيد".. حكاية "نبروه" المدينة التي اشتهرت بتصنيع الأسماك المملحة

بعد انتهاء شهر رمضان الكريم في مصر، يبدأ الكثيرون في تناول وجبات الأسماك المملحة "الفسيخ" و"الرنجة"، وتحديدا في أول أيام عيد الفطر المبارك، وهي عادة قديمة ومتوارثة.

ويتم الإقبال على شراء هذه الأسماك من مدينة نبروه، التابعة لمحافظة الدقهلية شمال مصر، كونها أشهر وأقدم مدينة تقوم بتصنيع "الفسيخ" و"الرنجة".

نبروه هي المدينة التي يوجد فيها قرابة الـ50 محلا لبيع الأسماك المملحة، فهي مدينة بسيطة وصغيرة تقترب في أجوائها وطبيعتها وشوارعها من أجواء القرى، لا يتجاوز سكانها 70 ألف نسمة، وتشهد ازدحاما كبيرا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث يفد إليها الكثير من المواطنين من قرى ومدن مجاورة؛ لشراء الأسماك المملحة بجميع أنواعها، ويستعد أصحاب المحلات لبيعها بأطنان كبيرة.

ويقول أحد أصحاب المحلات فى المدينة إن المصريين يقبلون على الأسماك المملحة من مدينة نبروه لشهرتها فى صناعة تلك الأسماك منذ عشرات السنين، وتتميز المدينة بوجود أنواع أسماك مميزة وبنظافتها، وجميع أصحاب المحلات المتواجدة فى المدينة يعملون فى هذه المهنة إرثا عن أجدادهم، ولذلك أصبحت نبروه مدينة مشهورة بصناعة الفسيخ.

وأكد أن المواطنين يقبلون على شراء الفسيخ خلال عيد الفطر، وذلك لصعوبة تناوله خلال أيام الصيام، حيث يحتاج لمن يأكل هذه الأسماك المملحة تناول كميات كبير من المياه لشعوره بالعطش لوقت طويل.

وأوضح أن صناعة الفسيخ تعتمد على جودة الأسماك مثل سمك البوري، ويتم تخزينها لفترات داخل براميل خشبية بعد تمليحها، ويتم بدء بيع الفسيخ من 15 لـ 20 يوما من تخزينه، حيث تكون الأسماك قد تشربت بالملح وتخلصت من المياه داخلهاً.

من جانبه، يقول باحث تاريخي إن تناول الأسماك المملحة عادة مصرية قديمة منذ زمن الفراعنة، وكان يتم تناولها في مصر القديمة في فترات مختلفة منها الأعياد. وسُمي الفسيخ نسبة لطريقة صنعه، لأنه عند إضافة الملح للأسماك وتخزينها تتفسخ من الداخل، وتصبح شديدة التفكك.

وقال إن المصريين القدماء كانوا يعتبرونه وجبتهم المفضلة في الأعياد، مثل عيد شم النسيم، وأصبح تناول الفسيخ عادة وتقليدا متوارثا بين الأجيال، ومازال مستمرا إلى اليوم في الاحتفال بعيد الفطر وعيد شم النسيم.

 

التعليقات