قريبا جدا، سيصدر مؤلفا مهما عن دار المعارف للناقد والكاتب إيهاب الملاح، بمناسبة مرور 125 سنة على نشأة الدار العريق، وهو بعنوان "دار المعارف.. 125 عاما من الثقافة".

عن قصته مع دار المعارف قال الملاح "ارتباطي قديم وتاريخي، ومع كل سنة من عمري كانت هذه الصلة تزداد متانة وقوة، رحلة طويلة عمرها الآن يربو على خمسٍ وعشرين سنة، من مصاحبة كتب وإصدارات دار المعارف، وحلمت يوما بأن أكتب عنها وأن أكشف الصفحات المجهولة من تاريخها وآثارها ومؤلفيها، ولم أكن أعلم أن اسمي سيرتبط بها في يوم من الأيام، وأن ترتب الأقدار بيني وبينها رباطا وثيقا، إذ عملت في مستهل حياتي الصحفية، ولا زلت، بمجلة أكتوبر التي تصدر عن دار المعارف".

ويشير إلى أنه بعد مرور الأعوام والسنين، والفكرة تكبر وتنتقل رويدا رويدا من عالم الظلال والأحلام إلى مقالات وموضوعات، فصول وأبواب تتراكم على مدار أعوام، قائلا "أجدني أقع أسيرا بكامل إرادتي في معايشة أحداث ووقائع وتفاصيل قرن وربع من الزمان، أجمع المادة وأنقب في بطون الكتب القديمة والدوريات الثقافية، وأتصل بأشخاص ارتبطت أسماؤهم بدار المعارف بصورة أو أخرى، أرجع إلى عشرات بل مئات الكتب من إصدارات دار المعارف، أقرأ كتبا كاملة لأخرج بسطر واحد أو معلومة شاردة، أعيد البحث مرات ومرات حتى أستوثق من تاريخ ميلاد أو وفاة، أتحرى قدر الجهد والطاقة أسماء العناوين والمؤلفين وتواريخ الصدور".

ويقول الناقد الكبير محمود عبدالشكور عن الكتاب "هو عمل رفيع المستوى فى البحث والتحقيق والـتأريخ الثقافى الذى نفتقده بشدة"، مضيفا أن الملاح عاشق دار المعارف، والمدين لها بقراءاته الأولى، غاص فى أعماق المراجع، لكى يقدم طوفانا من الاكتشافات والمعلومات الجديدة تماما عن المؤسس الكبير اللبنانى نجيب مترى وابنه شفيق مترى، وعن السلاسل الكبرى الشهيرة التى ارتبطت باسم دار المعارف مثل سلسلة اقرأ، وسلسلة ذخائر العرب، يتحدث الكتاب بالتفصيل عن دور عادل الغضبان الذى يمكن اعتباره أحد اوائل المحررين للكتب.

ويؤكد عبدالشكور "نقرأ سطورا من ذهب عن دور طه حسين الذى كان عضوا فى لجنة قراءة الأعمال، وعن مجلة الكتاب، وعن مجلة الزهور، وعن مجلة سندباد للأطفال المرصعة بصور الكبير الراحل حسين بيكار، وعن الحروف التى انفردت بها تلك الدار العريقة، نتوقف مع الإصدارات الأولى للمؤسسة التى ضمت كتبا من تأليف حافظ إبراهيم وخليل مطران وقاسم أمين وحافظ نجيب الشخصية الأسطورية العجيبة الذى كان ينشر كتبه باسم زوجته".

يذكر أن الغلاف من تصميم الكاتب والروائي أحمد مراد.