ايام كان هناك مسرح وسينما فى مصر ، كان هناك فنانين يحبون هذه المهنة بجد ، اكثر من حبهم للفلوس التى كانت نمرة ٢ والدليل على ذلك ان معظم هؤلاء الفنانين ماتوا يامولانا كما خلفتنى ، بداية حياتهم كانت فقيرة ونهاية حياتهم كانت اكثر فقرا ، حتى اللى ربنا فتح عليه بقرشين صرفهم على الاعمال المسرحية والافلام الأبيض والاسود اجمل ماتم إنتاجه فى مصر من فنون .
مارى منيب التى ولدت فى مثل هذا اليوم  ١١ فبراير ١٩٠٥ ، جاءت من سوريا مثل مئات الفنانين القادمين من الشام  الباحثين عن الشهرة والعمل الفنى فى القاهرة عاصمة الفن المذدهرة ، وبدات راقصة تخصصت فى الرقص بالقلل ، حيث كانت الراقصة تضع على رأسها صينية فوقها ما لايقل عن عشرة قلل و شموع مضاءة لإظهار مهارتها فى التوازن وكافة الاستعراضات دون  ان تسقط القلل وتتحطم ،او يحدث حريق بسبب الشموع التى يجب الا تنطفئ ،  وهناك من برعن  فى الرقص بوضع كلوب مضاء  او شمعدان مزين بالشموع فوق رأسها ، ولكن المجلات الفنية تشير الى ان ماري منيب كانت تخصص قلل ، وذلك طبعا قبل ان تتحول الى سيدة تخينه جداً كما رأيناها ولانزال فى افلامها الشهيرة وآخرها لصوص ولكن ظرفاء مع احمد مظهر وعادل امام ، وقبل ذلك عشرات الافلام والمسرحيات كتبت شهادة ابداع وخفة دم بلا حدود لمارى  منيب والجيل الرائع الذى لايعوض من الفنانين فى ذلك العصر الجميل الممتد لأكثر من مائة عام .

سلفنى  حماتك ، الا خمسة ، الستات ميعرفوش يكدبوا ، لو كنت حليوة ، حياتى بوليس دولى ، ام رتيبة ، استنى بختك ، عريس فى اجازة ، هى مجرد عينة من اسماء المسرحيات التى قدمتها ماري منيب مع جيل العمالقة الكبار يتقدمهم نجيب الريحانى وإسماعيل ياسين ويوسف بك وهبي وعادل خيري ، اضافة الى عشرات الافلام السينمائية أكيد شاهدناها جميعا ومجرد ظهور ماري منيب يبعث على الضحك من القلب والسعادة الحقيقية والإعجاب بهذه الفنانة الكبيرة التى قد يتم طردها من اى استوديو بمقاييس اليوم ، فهى  تمثل وهى سعيدة وهى تظهر بكل هذ التخن وكأنها جارتكم فى حى الضاهر زمان ، وحيث كان  يعيش فيه المصريين والشوام واليونانيين والإيطاليين ومن كل جنسيات الدنيا ، مسلمين ومسيحين ويهود مع وجود الجامع جنب الكنيسة والسيناجوج ، ولم تكن هناك شرطة وعساكر لحراسة تلك الأماكن ، وحتى اسلام مارى منيب قبل وفاتها لا يعنى الكثير لا يغيرطبيعة شخصيتها ،   من واقع ان احدا فى ذلك الوقت كان مشغولا بالتنقيب عن ديانة الأشخاص ، خاصة فى عصر كتب فيه  الشاعر المبدع بديع خيري والذى مثلت ماري منيب فى العديد من أعماله " اللى الاوطان بتجمعهم .  عمر الأديان ماتفرقهم  " ولذلك يبقي من ماري منيب جمل رائعة لاتنسي " انتى جاية ايه "  " مدوباهم اتنين "  ، مفيش فيلم لماري منيب النهاردة نشوفه ؟ انا هاادور واكيد انت كمان !