زلزال

فى ظل تدافع عدد كبير من المقاولين لبناء أبراج سكنية فى الإسكندرية دون تأسيس جيد، خاصة خلال العقود الأخيرة- هذه الظاهرة التى نجحت محافظة الإسكندرية مؤخراً فى الحد منها- يظل هناك تساؤل غائب عن الأذهان: ماذا لو حدث زلزال عنيف هز الإسكندرية؟!

لا شك، ستكون كارثةٌ إنسانيةٌ كبرى، حيث ستسقط عمارات سكنية بالكامل، وسنشهد ضحايا بالآلاف، لذا فإن بناء خطة طوارئ لهذا الحدث أولوية مطلقة الآن لكل أجهزة الدولة.

فمن الضرورى إيجاد فراغات بين الكثافات البنائية، سواء حدائق عامة أو ملاعب، لاستيعاب من لا مأوى لهم، وهو أمر غير متوفر فى غالبية المناطق السكنية بالإسكندرية.

كذلك يجب إعداد المستشفيات لاستيعاب المصابين نتيجة الانهيار المتوقع للعقارات.

وهنا أستحضر حال مستشفى جيهان فى ميامى، الذى تراه غالباً مظلماً ليلاً، هذا ما يستدعى ضرورة أن تعمل عياداته من الآن فى ورديتين صباحية ومسائية، مع إعداد طاقم طوارئ بين الورديتين، مع توسعة عمل المستشفى، ليكون به عدد غرف عمليات أكثر، وغرف عناية مركزة أكثر، وغرف لاستضافة المرضى أكثر.

هذا يقودنا إلى مرفق الإسعاف الذى لا بد من إعادة تقييمه وتقييم وجوده فى أكثر أماكن الإسكندرية كثافة من حيث السكان، خاصة فى مناطق الأراضى الرخوة التى بنيت بها أبراج سكنية دون خوازيق تستند إليها كالمنطقة جنوب خط السكة الحديد من سيدى بشر إلى العصافرة إلى الطريق الدولى جنوباً، حيث ستكون الكارثة السكانية فى وضع أكثر صعوبة، وهذه المنطقة حجم الخدمات بها شبه ضعيف، فلا يوجد مستشفى عام كبير، ولا حتى وحدة إطفاء.

إن هذا يقودنا فى هذا السيناريو إلى ضرورة التفكير فى خط سير السيارات والطوارئ فى ظل تكدس السيارات فى الشوارع، إذ إن معظم أبراج الإسكندرية بلا جراجات، هذا ما يستدعى ضرورة مصادرة عدد من قطع الأراضى لبناء جراجات تستوعب السيارات من الشوارع الرئيسية كشارع جمال عبدالناصر وشارع 45 وشارع محمد نجيب إلى شارع الثلاثين.

هذا كله سيناريو افتراضى يجب أن يبنى عليه سيناريو حقيقى بموجب دراسة تقوم بها كلية الهندسة فى جامعة الإسكندرية.

فبدلاً من انتظار الكارثة علينا طرح سؤال ماذا لو حدثت الكارثة؟

وكيف سنواجه هذا الأمر؟

لذا يجب التشديد خلال السنوات القادمة على معايير واشتراطات البناء فى الإسكندرية.

** عن المصري اليوم 

 

التعليقات