
ميلانيا ترامب .. و الكرافتة المتآمرة
Monday, October 8, 2018 - 12:38
تفاجأت اليوم بهجوم كبير من بعض الشخصيات العامة و أتباعهم فى مواقع التواصل الاجتماعى على زيارة سيدة أمريكا الأولى ميلانيا ترامب الى مصر و خاصة منطقة الأهرامات بسبب ملابسها الأنيقة التى احتوت على كرافتة سوداء و قد اتهمها هؤلاء أنها تعمدت ارتداء رابطة العنق هذه لايصال رسالة الى المصريين فى يوم عيد النصر و الموافق السادس من أكتوبر مفادها أنه يوم أسود كلون الكرافتة ثم ربط البعض ميلانيا بالمؤامرة الكونية على مصر الى آخر هذا الكلام الممل.
و قبل أن أخوض فى هذا الموضوع نتسائل هل هناك مؤامرة على مصر ؟ الاجابة طبعا هناك مؤامرة على مصر من جانب الاخوان و الدول الاقليمية التى تدعمهم و قوى غربية من خلفهم اذا أنا لا أنكر المؤامرة لكنى أضعها فى حجمها الصحيح لكن أيضا لابد أن نتسائل هل مصر هى الدولة الوحيدة التى يتم التآمر عليها ؟ الاجابة قولا واحد لا , فمثلا ستجد أن أمريكا تتآمر على الصين و روسيا و الاتحاد الأوروبى حليفها الأول ثم ستجد أن أمريكا تتهم روسيا و الصين بالتآمر عليها و هذا جلى فى قضية تورط حملة ترامب مع روسيا المتهمة بالتدخل فى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية و مساعدة ترامب على النجاح و هذه القضية تنظر حتى الآن داخل وزارة العدل الأمريكية .
اذا الدول كلها تتآمر على بعضها و ليست المؤامرة موضوع حصري على مصر و لكن تعبير المؤامرة فى العلاقات الدولية غير صحيح فالتسمية الصحيحة هى تعارض المصالح بين الدول و عليه تستخدم الأمم أدواتها الاعلامية و الاستخباراتية لتؤمن مصالحها بما فيها مصر .
و عودة الى موضوع ميلانيا ترامب التى تم استقبالها استقبالا رسميا من قبل السيد رئيس الجمهورية و السيدة حرمه فى قصر الاتحادية و ان كانت سيدة أمريكا الأولى تحمل أى اشارات سلبية فى يوم النصر العظيم لكانت للرئاسة رسالة مضادة و لكن هذا لم يحدث .
بمجرد أن كتبت رأيي هذا على حسابى على الفيسبوك علق الكثيرون و استنكر البعض كلامى و تحدثوا على غير علم عن المؤامرة التى تحملها ميلانيا معها الى مصر بل وصل بهم الأمر و ليؤكدوا نظريتهم , قاموا بنشر صورة الرئيس السادات عندما قابل مناحم بيجين بكرافتة عليها أعلام الحزب النازى كرسالة من السادات الى اسرائيل للتذكرة بموضوع يثير غضبهم و الحمد لله دخل فى التعليق أحد القامات الدبلوماسية الكبيرة و أحد أهم العارفين بالمراسم و البروتوكولات بين الدول و الذى بدوره نفى موضوع أن يكون الرئيس السادات تعمد ذلك أو فعل ذلك من الأساس و استنكر أيضا ردود الأفعال ضد زيارة حرم الرئيس الامريكى .
و ما أريد ان أقوله فى هذا المقال أن الهستريا المرضية و الهوس بنظريات المؤامرة أصبحت فعلا عبء على مصر لأن للأسف هناك الكثيرون داخل مصر يستخدمون نظريات المؤامرة لتبرير ضعف أدائهم فأنا لن أنسى أن أحد المسئولين فى عصر مبارك أرجع هجوم أسماك القرش على السائحين فى البحر الأحمر أنها مؤامرة من أحد الدول .
ان المؤامرة الحقيقية على هذا الوطن هى الفساد و قلة الضمير فهل الموظف المعطل لمصالح الناس ليس متآمر أو المدرس الذى لا يعلم التلاميذ الا فى الدرس الخصوصى غير متآمر أم هذا المواطن الذى يلقى القمامة فى الشارع غير متآمر أم هذا الاعلامى الذى يتلاعب بالوعى الجمعى غير متآمر أم...أم .. الى آخر هؤلاء . ان المؤامرة هى شأن داخلى و ان قام كل فرد بمراعاة ضميره فى عمله فسنصبح دولة لا تتأثر بأى محاولات للتآمر الخارجى .
أما ميلانيا ترامب فقد قامت بعمل أكبر دعايا ايجابية لمصر عندما نقلت زيارتها لمنطقة الأهرامات كل وسائل الاعلام العالمية و نشكرها على ذلك لكن الأهم هل سيستغل القائمون على صناعة السياحة هذا الحدث للتسويق لمصر ؟؟؟؟
التعليقات