ع الحلوة والمُرة!!
مؤخرا شاهدت عصمت، ابنة الموسيقار محمد عبد الوهاب، فى حوارها مع إيمان الحصرى (دى إم سى)، تؤكد أن عبد الوهاب لحن (إنت عمرى)، لأم كلثوم، بناء على أوامر عليا من جمال عبد الناصر.
كانت تلك الرواية وإلى عهد قريب هى المعتمدة والمتداولة والوحيدة، حتى وجدنا أكثر من تكذيب لها على عدة ألسنة، مثل محمد الدسوقى، ابن شقيقة أم كلثوم، الذى أكد أن هذا مجرد خيال، كما أن لا أم كلثوم ولا عبد الوهاب أشارا إلى دور عبد الناصر، بل لديهما حكاية أخرى.
الخيط الأول بدأته أم كلثوم، عندما طلبت من صديقهما المشترك، عازف الكمان الأول، أحمد الحفناوى، جس نبض عبد الوهاب.
وفى مساء اليوم التالى زاره فى بيته وسأله متهكما: «إمبارح شرقت كام مرة؟»، على الفور قال له عبد الوهاب: «كتير، مين اللى كان جايب سيرتى؟»، أجابه: «أم كلثوم تريدك أن تلحن لها؟» «يا ريت» هكذا رد عبد الوهاب، وعلى الفور أمسك سماعة التليفون، وأكد لها أن لديه أغنية، سألته «أجيلك بكرة؟» قال لها «أنا اللى جايلك»، كان يلحن (أنت عمرى) ليغنيها بصوته، اشترطت أم كلثوم على عبد الوهاب ألا يرددها، وأنها فى حالة غنائه سوف تمتنع عن ترديدها فى أى حفل، وهو ما التزم به عبد الوهاب، والتسجيل المتداول بصوته على العود، لم ير النور، إلا بعد رحيلها عام 75.
كثيرة هى الحكايات المختلقة مثلما نردد أن أنور السادات عندما التقى مع المطرب محمد رشدى بعد أن انتهى من إذاعة بيان الثورة الأول عام 52، وعلى سلالم الإذاعة، سأله «ح تغنى إيه يا رشدى؟» أجابه «موال (اللى انكتب ع الجبين)»، رد عليه السادات «اليوم عيد وفرحة غنى (قولوا لمأذون البلد)».
شاهد العيان الوحيد على تلك الواقعة- متعة الله بالصحة والعافية- الإذاعى الكبير فهمى عمر، أكد أنها محض كذب، وأن جدول الإذاعة فى هذا اليوم ليس به لا موال حزين ولا أغنية مبهجة، ولا يمكن أن مطربا وفرقة موسيقية يستيقظون فى السابعة صباحا للغناء، كلام جميل ومعقول ومنطقى قاله فهمى عمر، ولكن الكذب مذاقه أحلى.
«النت» ملىء بحكاية أغنية (ع الحلوة والمرة) التى غناها عبد الغنى السيد، الشاعر مأمون الشناوى وجد فى القميص الذى أرسله المكوجى ورقة بها كلمات (ع الحلوة والمرة مش كنا متعاهدين)، سأل الخادمة عن الحقيقة؟، أخبرته أن المكوجى يغازلها، والتقى بالمكوجى سيد مرسى، وتأكد أنه صاحب الكلمات، وقدمه للملحن محمود الشريف، وبدأت رحلته كشاعر غنائى موهوب، واعتزل طبعا المكواة، كما أنه مع الأسف أنهى علاقته نهائيا بالخادمة.
استمعت إلى سيد مرسى فى تسجيل قديم أعاده المذيع إبراهيم حفنى، يقول إنه وجد محفظة محمود الشريف المفقودة بجوار نقابة الموسيقيين، وعندما أعادها له منحه الشريف 10 جنيهات «حلاوة»، رفضها مرسى وقدم له كلمات (ع الحلوة والمرة)، وبدأت من هنا رحلته الفنية.
تحليلى أن سيد مرسى اخترع قصة أخرى، ربما يراها أحلى؟
نعم أصدق الحكاية التى رواها لى مأمون الشناوى، ولا أصدق صاحب الواقعة سيد مرسى؟، ومن حقك أن ترى قطعا العكس؟!.