بعد ايام من الان ،يأتي موعد مهرجان القلعة للموسيقي والغناء ،والذي يقام سنويا في منتصف اغسطس في براح قلعة صلاح الدين بالقاهرة ،ويفصله عن ( مهرجان الموسيقي العربية ) شهرين ،لكنه يقدم الكثير لمحبي الموسيقي والغناء في مصر ،من خلال مبدأ الاتاحة المهم جدا ،لان تذاكره مناسبة للاغلبية ،ولهذا اصبح الاقبال عليه جبارا ،وتفاعل الجمهور معه قدم نموذجا مهما للتغيير في اسلوب التفاعل نفسه وحيث رأينا الجمهور،كله تقريبا ،كبارا وصغارا في العام الماضي ،يقف ويرقص احيانا ،ويشارك بالغناء مع نجوم حفلات القلعة الذين اختلفوا بين  نجوم الغناء المصري والعربي ،ونجوم الفرق الموسيقية ،وفريق التهامي للابتهالات ،وموسيقي عمر خيرت ، (وكانت كل حفلات المهرجان علي قناة الحياة في موعدها ) ،الان نقترب من موعد المهرجان ولا نسمع عنه كلمة واحدة ،فهل سيقام أم تم الغائه مع العلم بأن هذا مهرجان تقيمه الدولة ممثلة في وزارة الثقافة ،وبالتالي تمثل اقامته سنويا عقد بين الدولة وجمهور المواطنين ،وغالبيته ممن لا يستطيع الذهاب الي المهرجان ولكنه ينتظره في بيته بشغف ،وبالتالي فإننا امام التزام يخص ملايين الناس في ٢٧محافظة مصرية تنتظر مهرجان القلعة ،ومهرجان الموسيقي العربية من العام للعام ،وقد سبق واقامت وزارة الثقافة مهرجانان غيرهما منذ عامين اثناء تولي الدكتورة إيناس عبد الدايم للوزارة ،مهرجان في معبد دندرة في قنا ،ومهرجان في سوهاج ،واظن انه كان لدي الوزارة مشروع لمهرجانات غنائية اخري لمواطني محافظات مصر البعيدة  دعما لمبدأ العدالة الثقافية الذي نتحدث عنه كثيرا،لكن المهم الان هو الحفاظ علي مهرجاني القلعة ،والموسيقي العربية ، وان ندعمهما بما يحفظ لنا اهمية وقيمة التراث الموسيقي والغنائي المصري الثري والذي يتفاعل مع التراث العربي من خلال اصوات نجوم الغناء العرب الذين يتألقون غالبا في مهرجان الموسيقي العربية قبل نهاية كل عام .

ومهرجان العلمين 

مع كل الترحيب بمهرجان( العلمين )الجديد الذي ولد منذ اسبوعان في المدينة الساحلية الكبري الجديدة ،الا اننا كجمهور مراقب عبر الشاشات نري الخلط غير المريح بين المهرجان والمدينة ،وبدلا من تقديم فيلم تسجيلي عن المدينة الجديدة وملامحها ومدي ما تتمتع به من مؤسسات مهمة في التعليم ،والثقافة ،والترفيه ،فإننا نري كل هذا متفرقا ومضافا اليه الزحام الكبير والعاب الشباب ،وتجمعات الناس في الشوارع ،اما عن المهرجان فلا نري الا لحظات الدعاية لهذا الحفل او ذاك ،فقط حفل مدحت صالح وريهام عبد الحكيم هو ما رأيناه كاملا في موعده ،وحفل تامر حسني بعد اسبوع ،ولقد احسنت الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية حين اعلنت ان ايراد حفلات هذا المهرجان ستذهب الي دعم مشروع (حياة كريمة ) المهم ،ولكن ،ان المطلوب ايضا دعم وصول الفن الي  الجمهور الذي لا يمكنه الذهاب للعلمين ،ولا رؤية المهرجان ،وعلينا ان نعترف بتنوع هذا الجمهور في كل شيء ،وانه لو استطاع الجميع الذهاب الي الساحل وشراء التذكرة لحدثت أزمة كبري في المكان والحفلات ،وبالتالي فإننا ونحن نسعد بمهرجان مصري جديد لابد وان نحافظ علي القديم ،وان نتذكر الملايين التي تنتظر الفن الجميل في بيوتها بكل احترام وتقدير .وان نسعي للحفاظ علي هذا الموعد السنوي .