مظاهرات عارمة وغضب دولي.. "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"
يحل اليوم الأربعاء 29 نوفمبر، ذكرى اليوم االعالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في قضيته ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ وهو احتفال دولي رسمي في ذكرى صدور قرار الجمعية العامة رقم 181 (د-2)، في 29 نوفمبر 1947، الذي ينص على تقسيم فلسطين.
ويأتي هذا العام اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بعد أحداث 7 أكتوبر في قطاع غزة، التي أججت الغضب العالمي ووجهت الأنظار إلى وحشية جرائم قوات الاحتلال ضد المدنيين سواء فى غزة أو الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن السفير مهند العكلوك، مندوب دولة فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية، أنه يعقد اليوم الأربعاء، اجتماعًا للمندوبين الدائمين في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، بالتنسيق بين المغرب "رئيس الدورة الحالية" ودولة فلسطين، والأمانة العامة.
وقال "العكلوك" في تصريح له، إن "يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يأتي هذا العام وشعبنا يتعرض لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال والفصل العنصري في قطاع غزة وكل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية".
وذكر أن الشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم حرب إسرائيلية تشمل قصف البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وقتل الأطفال والنساء وكبار السن وطواقم الإسعاف والصحافة والدفاع المدني، بالإضافة إلى حصار قاتل يشمل قطع الماء والكهرباء والدواء والوقود والغذاء.
وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأربعاء، إنه في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نذكر العالم بمعاناة شعب عاش تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 70 عامًا، ويتعرض اليوم لعدوان غير مسبوق تُذبح فيه الإنسانية كل يوم في انتهاك سافر للقوانين الدولية، مضيفًا أن مصر ستظل دومًا في تضامن راسخ مع الشعب الفلسطيني حتى يستعيد حقوقه وتُنشأ دولته.
وتم الاتفاق على هدنة مؤقتة بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، ودخل حيز التنفيذ الجمعة 24 نوفمبر، ونص على هدنة من 4 أيام يُفرج خلالها عن 50 محتجزًا لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا، وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، وامتدت بعد ذلك إلى يومين.
وخلال فترة الهدنة، التي تنتهي اليوم الأربعاء، بعد دخلوها يومها السادس، شهدت مدن وعواصم عالمية تظاهرات جديدة تطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، والالتزام بوقف دائم لإطلاق النار على القطاع الذي شهد 49 يومًا دامية.
وخلال الـ49 يومًا، شهدت دول العالم العربي والغربي على حد سواء، مثل مصر والأردن والجزائر ولبنان، كذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، خروج آلاف من المتظاهرين في مظاهرات عارمة، تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وتدعو إلى التدخل من أجل وقف العدوان.
وفي 8 نوفمبر الجاري، استقال وزير حكومة الظل البريطاني عمران حسين، من منصبه في حزب العمال، احتجاجًا على موقف رئيس الحزب كير ستارمر من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية، قائلًا في خطاب له: "إلى ستارمر: "لقد أصبح من الواضح أن وجهة نظري بشأن الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة تختلف بشكل كبير عن الموقف الذي تبنته".
وقدم كريج مخيبر، مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في نيويورك، استقالته من منصبه، 28 أكتوبر، وكتب "مخيبر" في رسالة له إلى فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان: "هذه حالة إبادة جماعية نموذجية.. لقد دخل المشروع الاستعماري الاستيطاني الأوروبي القومي العرقي في فلسطين مرحلته النهائية، نحو التدمير السريع لآخر بقايا الحياة الفلسطينية الأصلية في فلسطين، وفقًا لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز".
وفي 19 أكتوبر الماضي، أعلن جوش بول، مدير الشؤون العامة وشؤون الكونجرس بوزارة الخارجية الأمريكية، استقالته من منصبه، احتجاجًا على طريقة تعامل إدارة الرئيس جو بايدن، مع تصعيد إسرائيل في قطاع غزة، قائلًا: "إنه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل".
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قطعت دولة بوليفيا، علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بسبب قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، كذلك أعلنت كل من كولومبيا وتشيلي المجاورتين لبوليفيا استدعاء سفيريهما في تل أبيب للتشاور بسبب تصعيد الهجمات.
وتزايدت الضغوط على الرئيس الأمريكي جو بايدن، لوقف إطلاق النار في غزة. وفي 16 نوفمبر الجاري، إذ دعا 24 من أعضاء الكونجرس الأمريكي بايدن إلى ضرورة دعم وقف إطلاق نار في غزة من أجل حماية مليون طفل يعيشون في القطاع، معربين عن قلقهم العميق جرّاء تصاعد الأحداث، وداعين إلى ضرورة توضيح أهداف الاستراتيجية الأمريكية لتحقيق وقف التصعيد والاستقرار في المنطقة.
يذكر أنه في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وخلال الهدنة المنعقدة بين حركة حماس وإسرائيل، أطلقت زوارق الاحتلال الإسرائيلية اليوم عددًا من القذائف صوب ساحل خان يونس والشاطئ والشيخ رضوان، في خرق جديد للهدنة الإنسانية بقطاع غزة.
ونظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الأربعاء، وقفة تضامنية، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، التي بدأت بالنشيد الوطني لدولة فلسطين.
وينظم الفعالية قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالأمانة العامة للجامعة العربية، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، التي أودت بحياة أكثر من 15 ألف شهيد.
ويوافق اليوم الأربعاء، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر عام 1977، الاحتفال بهذا اليوم من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ووقع الاختيار على هذا التاريخ تحديدًا لما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني ؛ وهو احتفال رسمي في ذكرى صدور قرار الجمعية العامة رقم 181 (د-2)، في 29 نوفمبر 1947، الذي ينص على تقسيم فلسطين.