مرت أمس ذكرى أديب نوبل نجيب محفوظ والذي ولد في يوم 11 سبتمبر 1911 في حي الجمالية . 

نشأ نجيب محفوظ في حي الجمالية وهو ما ساهم في تكوين إرثه الثقافي والمعرفي والذي انعكس فيما بعد على مسيرته الأدبية حيث استقى معظم رواياته من الحارة المصرية القديمة والتي شكلت وجدانه المعرفي والأدبي . 

  : بداية نجيب محفوظ الأدبية

بدأ نجيب محفوظ بالكتابة الأدبية التي تحكي الواقع المجرد فكانت رواياته تدور أحداثها في حواري مصر وحول مصر دون التطرق إلى الرمزية في كتاباته الأولية والتي شهدت تألقاً لافتاً للأديب الذي كان يعمل في وزارة الأوقاف قبل أن يتحول إلى الكتابة. 

كانت رواياته الواقعية هي حجر الزاوية في مسيرة نجيب محفوظ نحو العالمية والحصول على جائزة نوبل عام 1988 كأول أديب مصري وعربي يحصل على تلك الجائزة المرموقة وكان ذلك عن مجمل أعماله ولكن كانت بالأخص عن 4 روايات تحديداً أحداها رواية أولاد حارتنا والتى نشرها في الأهرام في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي. 

وكانت روايات زقاق المدق وأولاد حارتنا والثلاثية نموذجاً للواقعية في أعمال نجيب محفوظ ودليلاً على المسار الذي اختاره في معظم مؤلفاته قبل أن يتجه للرمزية. 

نجيب محفوظ والتكفيريين : 

اصطدم نجيب محفوظ بالتكفيريين بعد فوزه بجائزة نوبل وظهور رواية أولاد حارتنا على السطح مرة أخرى باعتبارها كانت سبباً من أسباب حصول نجيب محفوظ على نوبل فأعادت الأهرام نشرها مرة أخرى على صفحاتها, بعد إعادة نشر الرواية انبرى التكفيريون في مهاجمة الرواية وكاتبها حتى أنهم أهدروا دمه واتهموه بالكفر بدعوى أن الرواية تدعو للإلحاد وتنكر وجود الله مما أدى إلى موجة سخط عارمة بين العامة والذين كانوا منساقون خلف التيار التكفيري الذي كان في أوج نشاطه في تلك الفترة في مصر وخاصة في المناطق الشعبية وبالطبع تم الاعتداء على نجيب محفوظ بسكين أسفل منزله صباحاً وهو بداخل سيارته. 

نجيب محفوظ الرقيب على الفن : 

عمل نجيب محفوظ في منصب الرقيب على المصنفات الفنية في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي وعلى الرغم من كونه أديباً ومعظم أعماله تحولت إلى أفلام سينيمائية إلا إنه اصطدم بالعديد من الفنانين وطال مقصه عدداً كبيراً من الأعمال الفنية ولعل أشهر صراعاته مع المطربة الراحلة صباح عندم رفض أحد أغانيها بدعوى أنها تغنيها بخلاعة وعلى الرغم من تدخل فنانين كبار إلا أنه لم يتنازل عن موقفه حتى وصل الأمر لمجلس الشيوخ وحتى أعضاء مجلس قيادة الثورة ولكن ذلك لم يجعل محفوظ يتخلى عن مبدأه. 

توفي نجيب محفوظ عام  2006 عن عمر يناهز 95 عاماً تاركاً وراءه إرثاً عظيماً وصل إلى أكثر من 60 رواية ومجموعة قصصية أشهرها "الثلاثية وبيرامار وزقاق المدق والحب فوق هضبة الهرم و الكرنك والحرافيش " وغيرها من الأعمال الأدبية والتي تحولت إلى أفلام سينمائية خالدة وعلامة من علامات الدراما المصرية والعربية.