من المنتظر أن يستجيب سوق السيارات المصري، لتراجع أزمة الدولار في مصر مع الإعلان عن مشروع تطوير رأس الحكمة، وخاصة سوق المستعمل خلال الأسابيع القادمة.

ووقعت مصر، الجمعة، صفقة استثمارية كبرى مع دولة الإمارات، ممثلة في شركة أبو ظبي القابضة "ADQ" لضخ استثمارات بقيمة 35 مليار دولار في مدينة رأس الحكمة خلال شهرين.

مما أدى إلى ظهور ردود أفعال إيجابية بين المتعاملين في قطاع السيارات المستعملة، والذين توقعوا تراجع الأسعار بنحو 15% خلال الفترة القادمة، أما بالنسبة للسيارات الجديدة فسوف تستغرق استجابة السوق نحو 4 أشهر طبقًا للتسعير الجديد المستقر للدولار، وفقا لآراء بعض الخبراء.

ومنذ توقيع الاتفاقية شهد السوق الموازي للعملة الأجنبية تراجعًا كبيرًا، مما جعل الدولار ينخفض من 63 جنيها في آخر تعاملات يوم الخميس إلى حوالي 50 جنيها اليوم الثلاثاء.

ويرى الخبراء أن إضافة هذه الاستثمارات الضخمة إلى الاحتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي سوف تحرك حالة الركود التي قد شهدها قطاع صناعة السيارات لمدة تصل إلى عامين.

تفاصيل انخفاض أسعار السيارات

وصرح الدكتور نور الدين درويش نائب رئيس شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية بأن أسعار السيارات المستعملة ترتبط بأسعار السيارات الجديدة والأسعار العالمية أيضًا.

وأشار إلى أن مصر تعاني من الركود التضخمي في قطاع السيارات مع التأكيد على أن استقرار أسعار صرف العملة سيؤثر بشكل كبير على الأسعار سواء على أسعار السيارات المستعملة أو الجديدة.

وفي أكتوبر 2018، كان سوق السيارات المصري مستقرًا، وبعد تطبيق اتفاقية الشراكة الأوروبية بالكامل وإلغاء الجمارك انخفضت أسعار السيارات في يناير عام 2019، بدأت أسعار السيارات ذات السعة الأقل من 1600 سي سي في الانخفاض بنسبة تصل إلى 6%، كما جاء انخفاض أسعار السيارات في مصر بالنسبة للسيارات ذات السعة بين 1600 - 2000 سي سي بنسبة تصل إلى 22%، انخفضت السيارات ذات السعة الأعلى من 2000 سي سي بنسبة تصل إلى 20%"، وفق تصريحات نور الدين.

تأثيرات إيجابية على سوق السيارات المستعملة

وفي هذا السياق لفت المستشار أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات الانتباه إلى أن ارتفاع أسعار السيارات يرتبط بقاعدة ثابتة متعلقة بالطلب والعرض ونظرًا لنقص المعروض خلال الفترة السابقة بسبب ندرة الدولار في الأسواق، فإنه من الطبيعي أن ترتفع قيمة السيارات المطلوبة.

ويعتقد أبو المجد أن استمرار انخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه لفترة طويلة في السوق السوداء سيكون له تأثير إيجابي على سوق السيارات في مصر" وبالتالي نسبة انخفاض أسعار السيارات في مصر سوف تصل إلى نسبة معقولة عما قبل.

20 % تراجعا في أسعار السيارات قريبا

وكشف علاء السبع، عضو الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية: إن توقيع عقود مشروع "رأس الحكمة" والذي يعد أكبر استثمار مباشر في مصر، سينعش وضع الاقتصاد المصري خلال الفترة القادمة وليس قطاع السيارات فقط.

وأوضح أنه في حال تم ضخ تلك المليارات بالسوق وتم السماح بفتح اعتمادات بنكية، فإن أسعار السيارات ستتراجع 20% أو أكثر ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت.

متى تنخفض أسعار السيارات؟

ويرى الخبراء أن انخفاض أسعار السيارات في مصر يتوقف على فتح الاعتمادات المستندية للوكلاء والمستوردين وتوفير الدولار في البنوك لاستخدامه في عمليات الاستيراد، لتعويض الفترة الكبيرة التي مرت على قطاع السيارات وسببت صعوبة في الاستيراد وبالتالي نقص المعروض.

جدير بالذكر أن انخفاض أسعار السيارات في الظروف العادية عند تراجع العملة الأجنبية، بحسب خبراء، يحتاج ما بين 3 و4 أشهر وهي الفترة التي تسمى بالدورة الاستيرادية أو الفترة ما بين شراء السيارات بالسعر الجديد من دولة المنشأ ووصولها إلى الموانئ المصرية.