الرد الإيراني على إسرائيل "يشعل" النفط و"يضرب" الانتخابات الأمريكية.. "وكارثة هرمز" تهدد العالم

عزز التصعيد الخطير للتوترات في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران، المخاوف العالمية بشأن تداعياته، خاصة في ما يتعلق بأسعار النفط والاقتصاد العالمي، والانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

وشهدت المنطقة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا عندما أطلقت إيران 180 صاروخًا باتجاه إسرائيل الثلاثاء الماضي، ووفقًا لصحيفة التليجراف، فإن هذا الهجوم، رغم كونه أصغر حجمًا من الهجوم السابق في أبريل الذي شهد إطلاق 300 صاروخ، كان أكثر خطورة من عدة نواحٍ، أولها أنه تم تنفيذه بتحذيرات مسبقة أقل، ما زاد من عنصر المفاجأة، وثانيها كان وصول الصواريخ إلى عمق أكبر داخل إسرائيل، ما يشير إلى تطور في القدرات العسكرية الإيرانية أو تغير في استراتيجيتها الهجومية.

زيادة أسعار النفط

نتيجة لهذا التصعيد الخطير، شهدت أسواق النفط العالمية رد فعل سريعًا وقويًا، إذ ارتفعت الأسعار 5% خلال يومين فقط، لتصل إلى 76 دولارًا للبرميل، ما يمثل نقطة تحول في اتجاه الأسعار، التي كانت تشهد انخفاضًا مستمرًا منذ أبريل الماضي.

وحذر بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك SEB، من إمكانية وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار حال استمرار التصعيد، وهذا السيناريو المتشائم يعتمد على افتراض أن الصراع سيتصاعد بشكل كبير، ما قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط من المنطقة أو زيادة المخاوف من حدوث ذلك في المستقبل القريب.

ارتفاع أسعار النفط قد يشكل تحديًا كبيرًا للديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية المقبلة، إذ من المتوقع أن يؤثر ارتفاع أسعار الوقود بشكل مباشر وسريع على المستهلكين الأمريكيين، ما قد يضعف موقف إدارة بايدن-هاريس في نظر الناخبين.

وأوضح "شيلدروب" أن الناخبين سيرون في ارتفاع أسعار النفط والبنزين دليلًا على عدم قدرة إدارة بايدن-هاريس على إبقاء الوضع في الشرق الأوسط تحت السيطرة، ما سيظهرهم في خانة الضعف.

وهذا التأثير السياسي المحتمل يكتسب أهمية خاصة في ضوء الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، والتي تعد بالفعل على "حافة السكين"، كما وصفتها الصحيفة، بين كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، ونظيرها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ إن الجمهوريين قد يستغلون أي ارتفاع في أسعار النفط كدليل على فشل الديمقراطيين في إدارة الاقتصاد والسياسة الخارجية.

ونقلت "ذا تليجراف" عن هارولد هام، قطب النفط الصخري الأمريكي والداعم البارز للحزب الجمهوري، قوله إن إدارة بايدن تركت الولايات المتحدة "عرضة بشكل غير عادي" لصدمة في أسعار النفط من الشرق الأوسط.

وألقى "هام" باللوم على قرار بايدن بالإفراج عن النفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي، في إضعاف قدرة الولايات المتحدة على مواجهة التقلبات في أسواق النفط العالمية.

واستعرضت الصحيفة البريطانية عدة سيناريوهات محتملة للتصعيد وتأثيرها على أسعار النفط، وأحدها يتمثل في استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، إذ أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون "ردًا انتقاميًا كبيرًا" قد يشمل استهداف مصافي النفط الإيرانية، ومثل هذا الهجوم من شأنه أن يؤدي إلى تعطيل جزئي أو كلي لإنتاج النفط الإيراني، الأمر الذي سيؤثر حتمًا على الأسواق العالمية.

فيما يتمثل السيناريو الآخر في تعطيل صادرات النفط الإيرانية، إذ تصدر إيران حاليًا 1.56 مليون برميل يوميًا، معظمها إلى الصين.

ورغم أن هذه الكمية تمثل فقط 1 إلى 2% من الطلب العالمي، فإن تعطيلها قد يؤثر على الأسواق، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية.

ويبقى السيناريو الأخطر، وفقًا لتحليل "ذا تليجراف"، هو إغلاق مضيق هرمز، إذ رأى "شيلدروب" أن هذا الاحتمال قد يدفع أسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل.

ويعود سبب هذا التأثير الكبير إلى أهمية مضيق هرمز الاستراتيجية، حيث يمر عبره ما يقارب 20-30% من إمدادات النفط العالمية، وأي تعطيل لحركة الملاحة في هذا المضيق سيكون له تأثير كارثي على أسواق النفط العالمية وعلى الاقتصاد العالمي ككل.

 

التعليقات