"المسلمون وغزة".. ترامب وهاريس يلعبان بـ"آخر كارت" قبل الانتخابات
قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، يتسابق كل من الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ونظيرته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، على كسب أصوات الجالية العربية والمسلمة، في معركة محتدمة قد تحدد هوية من سيتولى مهام البيت الأبيض.
وفي ظل استطلاعات رأي تُظهر تقاربًا غير مسبوق بين المرشحين، تحولت ولاية ميشيجان، لما لديها من تواجد كبير للعرب والمسلمين، إلى ساحة معركة رئيسية في الساعات الأخيرة قبل الاقتراع.
ومع اقتراب اللحظات الفارقة، أخرج كل من ترامب وهاريس "الكارت الأخير" في حملاتهم الانتخابية خلال الساعات القليلة الماضية، من خلال خطابات وتجمعات انتخابية ركزت على ملفات بعينها.
كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن تحول في توجهات الناخبين العرب والمسلمين بولاية ميشيجان، إذ إنه وفقًا للصحيفة، تضم الولاية ما يقرب من 240 ألف ناخب مسلم مسجل، كان لهم دور حاسم في فوز الرئيس جو بايدن عام 2020 بفارق 150 ألف صوت.
وتشير الدكتورة نزيتا لاجيفاردي، أستاذة العلوم السياسية المشاركة في جامعة ولاية ميشيجان، إلى أن "ترامب استفاد من تجاهل الديمقراطيين وحملة هاريس للناخبين المسلمين".
استراتيجية ترامب
في تطور وصفته وكالة أسوشيتد برس بالتاريخي، أصبح دونالد ترامب أول مرشح رئاسي من حزب رئيسي يزور مدينة ديربورن ذات الأغلبية العربية، وفي مقابلة حصرية مع صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، كشف مسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني الأمريكي، ووالد زوج تيفاني ترامب، عن تفاصيل استراتيجية الحملة.
وأوضح بولس أن "الغالبية العظمى من الشرق أوسطيين في الولايات المتحدة هم من المسيحيين، بنسبة تصل 70%"، مشيرًا إلى جهود مكثفة للتواصل مع الجالية الكلدانية في ميشيجان التي تضم نحو 200 ألف شخص.
من جانبها؛ أشارت شبكة "سي إن إن" إلى نجاح استراتيجية ترامب في استقطاب شخصيات بارزة من المجتمع العربي والمسلم، إذ نقلت عن الشيخ هشام الحسيني، إمام المركز التعليمي في كربلاء بديربورن: "أدعم دونالد ترامب لأنه يعارض زواج المثليين".
وأضاف جيم زغبي، المدير المؤسس للمعهد العربي الأمريكي، في حديث مع "ذا هيل"، أن "وجود صهر ترامب في ديربورن وحضور المرشح نفسه للفعاليات يرسل رسالة قوية للمجتمع العربي".
رهان هاريس
وتشير صحيفة "الجارديان"، إلى جهود هاريس المكثفة لاستعادة الدعم التقليدي للديمقراطيين، إذ إنها خلال تجمع انتخابي في جامعة ولاية ميشيجان، تعهدت "ببذل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب بغزة".
وأكدت هاريس التزامها بحق الفلسطينيين في "الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير"، إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة، إذ يرى كثيرون أن تواصل حملتها مع المجتمع العربي والمسلم جاء متأخرًا.
كشف استطلاع حديث أجرته وحدة البحوث والدراسات في جامعة ميشيجان أن 43% من العرب الأمريكيين يؤيدون ترامب مقابل 41% لهاريس.
في المقابل، أظهر استطلاع لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" أن 42.3% من المسلمين الأمريكيين يخططون للتصويت للمرشحة المستقلة جيل ستاين، و41% لهاريس، و9.8% لترامب.
الساعات الأخيرة الحاسمة
في تحليل نشره محلل "سي إن إن" هاري إنتن، يبدو أن المعركة على أصوات العرب والمسلمين في ميشيجان قد تكون العامل الحاسم في تحديد هوية الرئيس المقبل.
وذكر "إنتن" أنه "لم يحدث في التاريخ أن فاز حزب الرئيس المنتهية ولايته عندما كان 28% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح".
وفي تصريحات نقلتها "الجارديان"، عبر زاي وورثي، أحد مؤيدي هاريس البالغ من العمر 19 عامًا، عن ثقته في فوزها، قائلًا: "لديها شيء يفتقر إليه دونالد ترامب وهو "المجتمع".. إنها تعمل وتكافح من أجل الشعب الأمريكي، بينما يعمل ترامب فقط من أجل الأثرياء".
استراتيجيات الفوز
تقول حملة هاريس إن استراتيجيتها الميدانية ستساعدها على النجاح، مشيرة إلى وجود أكثر من 2500 موظف ومتطوع في الولايات الرئيسية، كما أنهم يعتقدون أن قضايا مثل الإجهاض، إضافة إلى تصنيف هاريس الإيجابي، الذي يزيد بعدة نقاط عن تصنيف ترامب في متوسط استطلاعات رأي Decision Desk HQ/The Hill، ستساعد نائب الرئيس على الوصول إلى البيت الأبيض.
في الوقت نفسه، تشير حملة ترامب إلى استطلاعات تظهر أن الناخبين لا يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، مشددين على ارتفاع التكاليف مؤخرًا والأجواء العامة للاقتصاد.
ويقولون إن هاريس مرتبطة بالرئيس بايدن، الذي يعاني انخفاضًا في نسبة تأييده، وتاريخيًا، يقولون إنه عندما يكون لدى المرشح الحالي معدل تأييد منخفض - بايدن عند 40% - فإن الحزب المعارض يحقق الفوز، كما يشعرون أيضًا بالارتياح بشأن أرقام التسجيل والتصويت المبكر.
وأضاف أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين المقربين من حملة هاريس: "أعتقد أن كلا الجانبين لديهما أسباب قوية حول كيف ولماذا يمكن أن يكون الفوز ممكنًا، هذا جزء من سبب قرب السباق ولماذا لا يتمتع أي من الجانبين بميزة، كل استطلاع قريب بشكل مثير للدهشة".