مفاجأة | "شجرة الكريسماس" ابتكار فرعوني.. هكذا احتفل المصريون القدماء برأس السنة الجديدة

بينما يستعد العالم لطي صفحة عام مضى، وبدء صفحة عام جديد، تتزين المنازل والشوارع في هذا الوقت من كل عام حول العالم بأشجار عيد الميلاد المبهجة، والتي تتزين بأشكال ديكورية وأضواء تسر الناس وتشير إلى أجواء الاحتفالات المحببة إلى النفس.

لكن هل تعلم أن احتفالات رأس العام هي عادة مصرية قديمة؟ وهل تعلم أن أول من ربط الاحتفالات بشجرة ميلاد مزينة هم قدماء المصريين؟

عيد "إبت رنبت"

في هذا الشأن قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر إن المصريين كانوا يحتفلون برأس السنة من خلال عيد أطلق عليه "عيد إبت رنبت" أي رأس السنة المصرية القديمة، و"كان ينتظر أهل مدينة طيبة الشهر الثاني من فيضان النيل لإقامة احتفالات ميلاد العام الجديد، حيث كان الاحتفال يبدأ باستعداد المصريين لاستقبال ابن المعبود "آمون" خارجا عليهم في موكب عظيم بدءا من معبد الكرنك متوجهًا نحو معبد الأقصر".

وقال الخبير الأثري إن مهرجان أو عيد "الأوبت" أو "الإبت" كان يتم باصطحاب تماثيل "آمون" و"موت" و"خونسو"، وكان يبدأ الاحتفال من معبد "آمون" في "الكرنك" إلى معبد "الأقصر" في رحلة تمتد لأكثر من كيلومترين، في مشاهد مشابهة لما تم عرضه في احتفالات الأقصر قبل عامين المعروفة باسم "موكب طريق الكباش".

ويضيف أحمد عامر أن المصريين القدماء اصطلحوا على تهنئة بعضهم في عيد رأس السنة بقولهم "سنة خضراء"، وكانوا يرمزون للحياة المتجددة بشجرة خضراء، كما كان يصاحب العيد كرنفال للزهور ابتدعته الملكة كليوباترا ليكون أحد مظاهر العيد، عندما تصادف الاحتفال بجلوسها على العرش مع عيد رأس السنة.

وكان المصريون يتناولون البط والإوز والأسماك المجففة والنبيذ خلال الاحتفال بكميات كبيرة، مقارنة بما كانوا يتناولونه طوال الأيام خلال العام، وهو الأمر الموثق بالجداريات المصرية القديمة على جدران معبد "دندرة" ضمن مشاهد الاحتفالات بعيد رأس السنة الجديدة، وقد اعتبر المصريون القدماء الاحتفال به في الدولة الحديثة ذا طابع دنيوي فخرج من تصنيف الأعياد الدينية وأصبح في عداد الأعياد الشعبية.

شجرة الكريسماس "مصرية"

أما عن شجرة عيد الميلاد أو "شجرة الكريماس" المعروفة الآن، فأكد الخبير الأثري المصري أن أصلها يرجع إلى القدماء المصريين، حيث قال العالم الكبير جيمس هنري عن تلك الشجرة في كتابه "فجر الضمير"، حيث عودة "إيزيس" بالشجرة "والعودة إلى الحياة التي تنبعث ثانية بعد الموت في هيئة شجرة خضراء، ونشأ عن ذلك الحادث عيد جميل يقام كل سنة تذكرة بتلك المناسبة وذلك برفع شجرة مقتلعة وغرسها في الأرض في محفل عظيم".

وقال ويليام نظير في كتابه "العادات المصرية بين الأمس و اليوم"، إن المصريين آمنوا أن المعبود "أوزير" بالحضارة المصرية القديمة، وصاحب أسطورة الصراع بين الخير والشر، أنه "هو القوة الذي يمدهم بالحياة، ويعطيهم القوت في هذه الدنيا، وأنه هو الأرض السوداء التي تخرج الحياة الخضراء، فرسموه وقد خرجت سنابل الحبوب تنبت من جسده، كما رمزوا للحياة المتجددة بشجرة خضراء، وكانوا يقيمون في كل عام حفلا كبيرا ينصبون فيه شجرة يزرعونها ويزينونها بالحلي كما يفعل الناس اليوم بشجرة الميلاد".

 

التعليقات