شرق أوسط جديد على "أنقاض سوريا".. إسرائيل تواصل "إعادة تشكيل" المنطقة
بين سماء تشتعل بالغارات وأرض تهتز تحت وقع الأحداث، تتوالى التطورات الدراماتيكية على الساحة السورية، إذ تتصدر إسرائيل مشهدًا عسكريًا وسياسيًا بارزًا على عدة جبهات في الشرق الأوسط.
وفق تقرير لشبكة "سي إن ن"، فإنه في ظل انهيار نظام الأسد وتداعياته، تتداخل الاستراتيجيات العسكرية مع الأجندات السياسية، لتكشف عن ملامح صراع تتجاوز حدوده الجغرافية.
ووفقًا لما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية نحو 480 غارة خلال يومين فقط، مستهدفة البنية العسكرية السورية بشكل شامل، شملت الغارات مواقع استراتيجية في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وتدمر، واستهدفت بطاريات مضادة للطائرات، ومنشآت تصنيع الأسلحة، ومواقع إطلاق الصواريخ، إضافة إلى مستودعات الأسلحة والطائرات المقاتلة والطائرات المسيّرة.
إلى جانب الضربات الجوية، شنت بحرية الاحتلال الإسرائيلية هجمات مكثفة دمرت منشآت بحرية سورية، بما في ذلك تدمير الأسطول البحري السوري بالكامل.
وأظهرت صور من مواقع الحدث، التقطتها وكالة فرانس برس، أضرارًا واسعة النطاق في الموانئ والقواعد الجوية، مع تدمير مروحيات وسفن حربية.
نتنياهو: "نغير وجه الشرق الأوسط"
في مؤتمر صحفي، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انهيار نظام الأسد بأنه "فصل جديد ودراماتيكي"، مشيرًا إلى أن هذا الانهيار جاء كنتيجة مباشرة للضربات التي وجهتها إسرائيل لحماس وحزب الله وإيران.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل تعمل على تغيير معالم الشرق الأوسط بالكامل، من خلال استراتيجياتها العسكرية والسياسية.
ووجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيرًا للفصائل السورية، خلال جولة في قاعدة بحرية في حيفا بعد يوم من تدمير الأسطول السوري بواسطة صواريخ أطلقت من السفن الحربية، قائلًا: "إن أي كيان يشكل تهديدًا لإسرائيل سيتم استهدافه بلا هوادة".
وأضاف كاتس: "لقد تحرك الجيش الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية لمهاجمة وتدمير القدرات الاستراتيجية التي تهدد دولة إسرائيل"، محذرًا من أن "كل من يتبع خطى بشار الأسد سينتهي به المطاف كما انتهى الأسد.. وسنفعل أي شيء لإزالة التهديد".
انتقادات دولية
قوبلت العمليات الإسرائيلية بانتقادات واسعة من دول عربية.
وأدانت جامعة الدول العربية التحركات الإسرائيلية، متهمة إسرائيل باستغلال الوضع الداخلي في سوريا للاستيلاء على المزيد من الأراضي. كما وصفت مصر التحركات الإسرائيلية بأنها "استغلال لحالة السيولة والفراغ" داخل سوريا.
وأثار دخول القوات البرية الإسرائيلية الأراضي السورية جدلًا كبيرًا.
وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ناداف شوشاني، أن القوات تعمل خارج المنطقة العازلة، التي أنشئت عام 1974 كفاصل بين مرتفعات الجولان المحتلة وبقية سوريا.
وتقدمت القوات الإسرائيلية حتى قرية بقاعسم، الواقعة على بعد 25 كيلومترًا من دمشق. ورغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أكد أن هذه الإجراءات "مؤقتة"، إلا أن الخطوة تمثل تغييرًا كبيرًا في النهج الإسرائيلي تجاه سوريا.
تداعيات الصراع ومستقبل المنطقة
تتداخل العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا مع تغييرات سياسية واستراتيجية واسعة في الشرق الأوسط.
وبينما تسعى إسرائيل لتأمين حدودها وتوسيع نفوذها، يثير الصراع تساؤلات حول مستقبل سوريا والمنطقة ككل.
في خضم هذه الأحداث، يبقى المشهد السوري ساحة لصراعات إقليمية ودولية معقدة؛ إذ تتصارع القوى على النفوذ وتعيد رسم الخرائط السياسية والجغرافية.