معركة "خطف الثمار".. ترامب يتفوق على بايدن في "إنجاز اتفاق غزة"

تبارى الرئيس الأمريكي جو بايدن وخلفه المنتخب دونالد ترامب، في إظهار الفخر بالوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، أمس الأربعاء، حيث أرجع كل منهما الفضل في "صفقة غزة" إلى شخصه وإدارته.

فدونالد ترامب أعلن أنه القوة المحركة وراء الاتفاق، في الوقت الذي أكد فيه بايدن خلال خطاب الوداع أن الاتفاق جرى التوصل إليه بموجب خطته التي وضعها في مايو الماضي.

وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة، نجاح جهود الوساطة المشتركة للدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، سيتم تنفيذه على ثلاثة مراحل، بدءًا الأحد المقبل، الموافق التاسع عشر من يناير الجاري.

وأجمع محللون على أنَّ إدارة الرئيس المنتخب (ترامب) وسياسته الحاسمة وراء التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خصوصًا في ظل المماطلة والتعنت الذي كان يمارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عهد بايدن، واللذين شكلا عقبة أساسية أمام إنجاز صفقة تبادل ووقف إطلاق نار خلال الـ15 شهرًا الماضية. 

ترامب وراء الاتفاق

وقال عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات ماركو مسعد، إنَّ إدارة بايدن تجاوزت الحدود بدعمها إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة.

وأرجع "مسعد" التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار في غزة إلى ترامب، خصوصًا بعد مرور 15 شهرًا على الحرب شهدت تجمدًا في المفاوضات ولم يحدث تقدم يذكر إلّا بعد وصوله إلى البيت الأبيض.

وبالعودة إلى الـ 15 شهرًا، يرى عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات أنَّ قطاع غزة عاش أسوأ أيامه خصوصًا بعد السابع من أكتوبر 2023، في الوقت الذي كانت إدارة بايدن تمتلك قدرة الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بوقف إطلاق النار وعدم استهداف المدنيين العزل، لكن الإرادة السياسية غابت عن إدارة الديمقراطي "بايدن"، لاعتبارات سياسية وانتخابية من أجل الحصول على الدعم من اللوبي اليهودي.

وأوضح "مسعد" أنَّ إدارة بايدن خسرت الدعم الدولي والإقليمي وتعرضت لإحراج سياسي وإنساني، نظرًا للغطاء الدبلوماسي الذي منحته واشنطن لإسرائيل في المجالس الدولية، واستخدام جيش الاحتلال للسلاح الأمريكي ضد أهالي غزة.

ويأتي هذا التدافع في حين يصر بايدن وترامب على أن يصبح الاتفاق جزءًا من نجاح الشرق الأوسط لإرث رئاستهما، وعملت إدارة بايدن لأشهرٍ على التوسط في السلام في محادثات كانت قريبة من النجاح قبل أن تنهار مرارًا وتكرارًا بشكل محبط، فيما حذر ترامب من الجحيم الذي سيدفعه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول موعد تنصيبه في غضون 5 أيام.

وفي تقييمه لوضع اتفاق غزة، قال جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة "سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي"، خلال تصريحات أوردتها "أسوشيتد برس" إنَّ بايدن يستحق الثناء على استمراره في دفع المحادثات على الرغم من الفشل المتكرر، لكنه أضاف أنَّ تهديدات ترامب لحماس وجهوده من خلال مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لإقناع نتنياهو تستحق الثناء أيضًا.

وقال إن الحقيقة الساخرة هي أنه في وقت من التعصب الحزبي المتزايد -حتى في ما يتعلق بالسياسة الخارجية- يمثل الاتفاق مدى قوة وتأثير السياسة الخارجية الأمريكية عندما تكون ثنائية الحزبية.

وأضاف أنَّ كلاً من الإدارة المنتهية ولايتها والإدارة القادمة تستحقان الثناء على هذه الصفقة، وكان من غير المرجح أن تحدث لولا الدفع من أجلها.

معركة خطف الثمار

وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور محمد عز العرب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إنَّ الساعات الماضية شهدت معركة خطف ثمار اتفاق وقف إطلاق النار بين الإدارة الديمقراطية الراحلة الممثلة في بايدن، وإدارة قادمة ممثلة في ترامب.

وفي تفصيل رؤيته، أوضح أنَّ إدارة ترامب هي من تستحق الثناء، لأنه فور وصولها دفعت إلى ضرورة وقف إطلاق النار، لكن المحلل المصري أعاد التذكير بأنَّ المحدد الذي يحكم السياسية الأمريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية هو الحفاظ على أمن إسرائيل في المنطقة.

وأشار "عز العرب" إلى أن تصريحات نتنياهو في مراحل السباق بالانتخابات الأمريكية 2024، كانت تؤكد دائمًا بأن إسرائيل ستكون أفضل في عهد ترامب فور وصوله إلى الحكم، خصوصًا في ظل قناعة الديمقراطيين بضرورة حل الدولتين وتخفيف الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين. 

ويرى أنَّ القضية الفلسطينية ستواجه تحديًا كبيرًا في عهد ترامب، متوقعًا حصارًا ماليًا وعدم دعم السلطة الفلسطينية وتعميق إنشاء المستوطنات، وأنَّ العلاقات "الإسرائيلية - الأمريكية" ستشهد تقدمًا ملحوظًا في ظل وجود ترامب داخل البيت الأبيض مقارنة بـ"بايدن"، لكن الولايات المتحدة في عهد ترامب سيكون لديها محددات حاكمة تجعلها أقرب التدخل الناعم.

 

التعليقات