فشل "مخطط التهجير".. آلاف النازحين يواصلون العودة لشمال غزة

يواصل عشرات الآلاف من النازحين العودة إلى ديارهم شمال غزة، في مشهد دفع الاحتلال إلى الاعتراف بفشل مخطط التهجير الذي حاول جيشه تنفيذه طيلة 15 شهرًا من حرب الإبادة على القطاع الفلسطيني المدمر.

واستمر طوفان العودة إلى شمال غزة عبر شارعي الرشيد سيرًا على الأقدام، وصلاح الدين عبر المركبات الخاصة، لليوم الخامس على التوالي. ويشهد طريق الرشيد حركة نشطة للنازحين العائدين وهم يحملون متعلقاتهم الشخصية.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن أكثر من نصف مليون نازح فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ صباح الاثنين.

وقال المكتب الإعلامي في بيان أصدره أمس الأول الأربعاء، إن "أكثر من نصف مليون (500,000) نازح من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم عاد خلال الـ72 ساعة الماضية من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين".

ومنذ يوم الاثنين الماضي، سمحت إسرائيل بعودة النازحين من جنوب غزة إلى شمال القطاع، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، والذي أنهى 15 شهرًا من العدوان الوحشي على القطاع.

وجاءت عودة مئات آلاف النازحين إلى شمال غزة صباح يوم الاثنين 27 يناير 2025، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسرى في سجون الاحتلال، وإدخال المساعدات الإنسانية لجميع المناطق، وبحث ملف إعادة الإعمار.

وبذلك، أسقطت عودة النازحين إلى ديارهم في شمال غزة، الأهداف الرئيسية التي وضعتها حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو في هذه الحرب، مثل تنفيذ ما يعرف بـ"خطة الجنرالات" التي تتضمن إخلاء منطقة شمال غزة قسرًا من سكانها وإخضاعها للسيطرة الإسرائيلية. بالإضافة إلى احتلال القطاع من قبل جيش الاحتلال وتهجير سكانه أو أجزاء منهم للخارج، ومنع أي طرف فلسطيني من إدارة القطاع.

وأثارت مشاهد عودة النازحين إلى شمال غزة، غضب مسؤولين وقادة في حكومة الاحتلال، حيث قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، إن "فتح ممر نتساريم وإعادة عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع هو انتصار واضح لحماس، ويعد جزءًا مهينا آخر من صفقة غير مسؤولة، هذه ليست ملامح "نصر مطلق" بل هذا "استسلام مطلق".

وعلق الكاتب والصحفي في صحيفة "هاآرتس" عاموس هرئيل، على مشاهد عودة النازحين للشمال، والتي عكست حالة الفرح والابتهاج والتحدي، وقال إن "صور النازحين المتدفقين نحو الشمال حطمت وهم نتنياهو بالنصر الكامل".

وأضاف هرئيل: "مشاهد الجماهير الفلسطينية التي عبرت ممر نتساريم سيرًا على الأقدام في طريقها إلى ما تبقى من منازلها في شمال غزة تشكل إشارة واضحة إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس قد انتهت. كما أن هذه الصور، التي التقطت، تحطم الوهم بـ "النصر الكامل" الذي وعد به نتنياهو وأنصاره منذ شهور طويلة".

وعلقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، على مشاهد الفرحة للعائدين إلى شمال القطاع، باستغراب، وقالت الصحيفة إنه "رغم الدمار الهائل الذي يواجهونه وسيرهم على الأقدام، فإن الكثير من الفلسطينيين سعداء بالعودة إلى ديارهم. ويؤكد الغزيون، سواء نجحت الهدنة أم لا لن يكون هناك نزوح بعد الآن ولو أرسلوا على رؤوسنا الدبابات".

وعلق الكاتب الإسرائيلي في الصحيفة، ماتان زوري، على مشاهد عودة النازحين بالقول: "ننظر من فوق السياج الحدودي إلى غزة ونرى عودة آلاف الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة المدمر. لقد تلاشى حلم تجديد الاستيطان في الوقت الحالي. سيتم إعادة بناء مخيمات اللاجئين في شمال قطاع غزة بشكل أسرع من المتوقع، وستعود الحياة هناك إلى طبيعتها".

 

التعليقات