هل يستجيب الرئيس لتعيين رئيسة الطائفة اليهودية بالبرلمان؟
Wednesday, December 16, 2015 - 18:14
الدعوة التى أطلقها الشيخ اسامه القوصي ، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعيين رئيس الطائفة اليهودية فى مصر ماجده هارون فى مجلس النواب ، لم تلق الاهتمام الواجب من السياسين والكتاب والمثقفين الذين ربما اعتبروا دعوة الشيخ السلفى من قبيل المزايدة السياسية على هؤلاء جميعا ، ولذلك تجاهلوها تماما واستبعدوا ان يقوم رئيس الدولة بهذه الخطوة ، التى من الممكن ان يفسرها البعض بانها "فى حالى حدوثها طبعا " خطوة إضافية للتطبيع مع اسرائيل وتقديم هدية مجانية لها فى الوقت الذى ترفض فيه انهاء الظلم التاريخي للشعب الفلسطينى والتوقف عن الاعتداءات المستمرة على المقدسات الاسلامية والمسيحية ، وسيري آخرون ان تلك الخطوة المبرر لها فقد قارب بهود مصر على التلاشي والاختفاء من المجتمع المصري ، ولم يتبقى سوى أعداد ضئيلة للغاية سيختفون بعد عدة سنوات قادمة ، ولن نعدم من سيهاجم يهود مصر الذين كانوا طابورا خامسا وتم تطهير البلاد منهم ايام الحقبة الناصرية ، وستظر أصوات اشد تطرفا من عينة " خبير خيبر يا يهود .. جيش محمد سوف يعود " والذين لن يعدموا استعادة قصصا وحكايات عن غدر اليهود وخياناتهم للمسلمين ومساهمتهم الفاعلة فى صلب السيد المسيح !
وفى تاريخ مصر فى كافة العصور حكايات وقصصا لاتعد ولاتحصي عن اليهود الذين عاشوا فى ارضها ، من ايام النبي موسي كليم الله سبحانه وتعالى فى الوادى المقدس " طوى " حيث الجبل الذى لايزال قائما حتى الان وكان قد خر ساجدا لهول الموقف العظيم ، وصولا الى ماجدة هارون اليهودية التى تترأس الان مقعد رئاسة الطائفة اليهودية فى مصر ، هذا المقعد الذى كان صاحب هذا شان عظيم ومرتبة بروتوكولية مع شيخ الاسلام وبطريرك الأقباط فى كافة المناسبات بما فى ذلك حضور جلسات البرلمان والاحتفالات الكبري ، الى ان تلاشت الطائفة اليهودية بعد انشاء دولة اسرائيل رويدا رويدا ، ولم يتبقى منهم سوى سيدات عجائز فى القاهرة والإسكندرية ، ولا يوجد رجل يهودي واحد بينهم ، ولذلك ال المقعد الرئاسي الى ماجدة هارون وهى اصغر يهودية فى مصر فى منتصف الستينيات ، وقد رحلت شقيقتها نادية هارون منذ عامين تقريبا ، وكانت تقول " احنا اخر يهود مصر ولما نموت لن يتبقى فى مصر يهود اخرين "
وماجدة ونادية هما ابنتا صديقي وزميلى فى حزب التجمع اليساري شحاته هارون سيلفيره ، والذى دفع ثمنا باهظا مدافعا عن مصريته اولا ثم عن ديانته ثانيا ، ودخل السجون فى كل مناسبات الحروب المصرية مع اسرائيل ، وكان يرفض ان يتم حبسه مع اليهود ويطلب حبسه مع الشيوعيين باعتباره زميلا لهم ، وكان لديه ابنه ولدت قبل نادية وماجدة توفيت وهى طفلة صغيرة لان علاجها لم يكن متوفرا فى مصر ، وحين طلب السفر الى الخارج مع ابنته كان الرد سفر بلا عودة ، فرفض وماتت ابنته ولكن انتمائه وحبه لمصر لم يمت وأم بتحول الى غضب او رغبة فى الانتقام ، بل على العكس كان يري مايحدث له ليس شخصيا وانما باعتباره جزء من صراع كبير ، وظلم تاريخى تعرض له اليهود والفلسطينيون والسود ، ولذلك كتب بنفسه الكلمات التى وضعت على مقبرته فى مقابر اليهود فى البساتين " يهودي حين يضطهد اليهود .. فلسطينى حين يضطهد الفلسطينيين .. اسود حين يضطهد السود " ورفضت أسرته بناء على وصيته استقدام حاخام يهودي من اسرائيل لإقامة الصلاة على روحه ، ولكن حضر حاخام من فرنسا صديقا شحاته هارون وتم إقامة الصلاة فى غرفة ملحقة بالمستشفى الايطالي فى العباسية ، وحضرت الصلاة مع مجموعة من الاصدقاء والزملاء معظمهم مسلمين ومسيحيين وأسرة شحاتة اليهودية ، ثم ذهبنا الى مقابر البساتين فى رحلة وداع مصري يهودى فلسطينى اسود وشيوعى الفكر .
وفى مناسبة اخري ذهبت الى منزل ماجدة هارون لإجراء حوار معها ، وكانت اكبر المفاجئات انها تزوجت مسلم واصبح لها ابنا مسلما ، ثم تزوجت مسيحيا واصبح لها ابنا مسيحيا ، وقالت لى " نحتفل بكل الأعياد الاسلامية والمسيحية واليهودية " وقلت ليس بيتا انه مجمع أديان مثلما الحال فى مصر القديمة حيث الكنيسة المعلقة ومعبد عيزرا وجامع عمرو بن العاص ، وهو نفس الحال فى قلب سيناء حيث الوادى المقدس " طوى " وجبل موسي ودير سانت كاترين الذى صلى عمرو بن العاص فى ركن منه وأقيم جامع له مايزال. موجودا داخل أسوار الدير .
عودة الى الحاضر ، وبعيدا عن الآراء المعارضة وبعضها يستحق الاحترام والآخر لا ، يستحق تعيين ماجدة هارون فى مجلس النواب الاهتمام من الرئيس والجهات التى تعرض وتقترح وترفض وتوافق وتدرس وتفكر ، والتمر ليس تكريما شحاته هارون وهو يستحق مع إيماء كثيرة من يهود مصر التكريم ، وانما اجراء مصالحة مع التاريخ ، وعودة لأيام كتب المصري العبقري بديع خيري ولن اقول لكم ديانته ابحثوا انتم " اللى الأوطان بتجمعهم . عمر الأديان ماتفرقهم " وهو ما غناه فنان الشعب الشيخ سيد درويش فى عز ايام ثورة ١٩١٩ التى شارك فيها يهود مصر
التعليقات