الرضا بالفساد!

استمرار تسرب امتحانات الثانوية العامة والذي أدي إلي تأجيلها دليل كاف علي سيطرة منظومة الفساد علي الجهاز الاداري للدولة، تلك الظاهرة التي تدير القيادة السياسية ظهرها لها وتتقاعس عن مواجهتها بحجة الحفاظ علي كيان الدولة. ومؤيدي الرئيس يبررون عدم تحرك الرئيس لمواجهة فساد الجهاز الإداري بأن الرئيس يدرك جيدا أولوياته وأنه علينا أن نصبر حتي يكون الوقت مناسبا لهذه المواجهة. وفي رأيي أن تلك الأولويات تحددها التقارير الأمنية والاستخباراتية، وتلك التقارير بعضها يتم التأثير عليها بواسطة منظومة الفساد في الدولة، وعليه فلن يحدث أن تكون مهمة القضاء علي الفساد من أولويات الرئيس. الكارثة التي نواجهها أن هناك جزء من الشعب ارتضي بالفساد وانضم لمنظومته إما لانحدار القيم أو لاضطراره احتضان الفساد حتي يتمكن من إنهاء مصالحه سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة. وهناك جزء من الشعب لا يستطيع سوي التعامل بالأمانة والشرف إما لإرتقاء القيم التي تحكم سلوكياته أو لأنه لم يتعلم كيفية التعامل مع منظومة الفساد. هذا الجزء من الشعب باختلاف شرائحه وفئاته أصبح يري استحالة في العيش في مصر والغالبية منهم ليس لديهم بدائل. يا تري ماذا تخبيء الأيام لهم ومنهم؟

التعليقات