
مسيرة حزينة بالشموع
فى 3 يناير 2011 نظمنا (أدباء وفنانون من أجل التغيير) وقفة بالشموع بميدان سليمان باشا على روح ضحايا حادث كنيسة القديسين الإرهابى ، كان الجميع موجودا ، وكان على رأس الوقفة أبو النجوم وبهاء طاهر، وكانت قوات الأمن موجودة بغزارة غير مسبوقة ،سألنى أحد المشاركين :"هم خايفين من إيه ؟"، كان الرجل "السبعينى" قادما من بيته حاملا أطول شمعة فى الميدان، ويلبس بدلة سوداء ورابطة عنق سوداء، ويشير وهو يحدثنى إلى الأعداد الكبيرة لقوات الأمن مندهشا " هم خايفين من حزننا على اللى ماتوا؟"، تأملت ملامحه الطيبة، ولحيته البيضاء المهذبة، وعلامة الصلاة على جبهته، ولم أجد إجابة، ولكنى شعرت بفرح حقيقى جعلنى أنسى غضبى الذى حاصره الجنود، واقتربت مع الرجل إلى ضابط كبيريحمل جهازا لاسلكيا وقلت له: هذا الرجل الجميل يسألنى: "انتو خايفين من إيه؟ ومش عارف أرد عليه"، أجاب الضابط الممتلئ بحسم وغضب "عليكم يا خويا"، واستطرد "من دخول عناصر مخربة... وبعدين عندنا تعليمات.. فهمت! قال له الرجل "أنا لا أديب ولا فنان .. وقبل أن يكمل كلامه انصرف الضابط، فى الوقت الذى كانت حشود الجنود قد فصلت الناس إلى فريقين ( كنت مع الرجل ضمن الذين تم زنقهم فى شارع كريم الدولة حيث حزب التجمع رحمة الله عليه وأتيلييه القاهرة ) ، وحددت مسارات اجبارية للخروج، وكانت هناك وظيفة لبعض رجال الشرطة، هى إطفاء الشموع بأنفسهم عن طريق النفخ، فى مشهد كاريكاتيرى مضحك، بعد ساعة أو يزيد، قابلت الرجل البشوش فى شارع هدى شعراوى حاملا شمعته الكبيرة المطفأة تحت إبطه مثل الجنرالات، ونظر إلى وإليها .. وابتسم