الحل الوحيد الآن : دولة واحدة ب" بشعبين "!

آن الأوان أن نعترف أن حكامنا العرب بمن فيهم القيادات الفلسطينية المتناحرة علي السلطة ،قد فرطوا في حقوق الشعب الفلسطيني علي مدار الأربعين سنة الماضية، وأن مبادرات التفاوض علي إقامة الدولتين ما هي إلا وسيلة استغلتها اسرائيل لفرض أمر واقع علي الأرض يستحيل تغييره الآن.
وبالرغم من وضوح هذا الواقع الأليم إلا أن حكامنا مازالوا يعيشون "حالةالدهشة "لما تفعله اسرائيل وماتدعمه الإدارة الأمريكية.
إن القدس لم تكن لنحو نصف قرن إلا شماعة ارتضي بها حكامنا العرب والمجتمع الدولي لإقناع أنفسهم بأنهم يدافعون عن حقوق الفلسطينيين. وعلينا أن نعترف أن اسرائيل قد تمكنت عبر الأربعين سنة الماضية من اعادة بناء  بنية تحتية تشمل الطرق والكباري والمواصلات والمياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات وكافة خدمات الدولة  فقط لاستيعاب سكان المستوطنات من اليهود المنتقلين للإقامة في مدن الضفة الغربية والقدس الشرقية. واصبح الفلسطينيون المقيمون بالضفة الغربية والقدس الشرقية يعيشون كلاجئين في وطن طارد لهم. حدث كل هذا تحت سمع وبصر حكامنا العرب. وفي رأيي ان استمرار النزاع حولة إقامة الدولتين لن يخدم الا الطامحين لزعامة ورئاسة ماتبقى من أشلاء فلسطين ، بينما سيستمر الشعب
الفلسطيني في معاناته انتظارا لوطن وهمي غير موجود.
والحل في رأيي يكمن في مواجهة اسرائيل لإرغامها علي التعامل مع الواقع الذي فرضته بنفسها : دولة واحدة يعيش فيها المواطن بحقوق متساوية بغض النظر عن دينه وعرقه وأصوله.  وهكذا ..ننتقل من التعامل مع اسرائيل كونها دولة محتلة لتصبح دولة تُمارس التفرقة العنصرية مثلما تم التعامل الدولي مع جنوب افريقيا ونيوزلندا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.  وأرى أن بداية الحل تكمن اولا بسؤال جموع الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة : ماذا تريدون ؟
.. ولكن لا تسألوا حكامهم او من يدعون انهم يمثلونهم : ماذا انتم فاعلون ؟!!

التعليقات