فاطمة سعيد تغني في افتتاح مقر رئيس ألمانيا
يقام حفل افتتاح الفيلا الأثرية لرئيس جمهورية ألمانيا فى مدينة بون يوم الخميس القادم 30 أغسطس ويبدأ الافتتاح بحفل غنائى تقدمه مغنية الأوبرا المصرية السوبرانو فاطمة سعيد بالاشتراك مع المغنى الألمانى الباريتون رومان تريكل. تحضر الاحتفال ميركل مستشارة ألمانيا والحفل يدعم العلاقة الألمانية الفرنسية، ويحضر فيه ماكرون رئيس فرنسا مع رئيس الوزراء الفرنسى ووفد فرنسى كبير.
اختيار فاطمة سعيد جاء لأنها النجمة الصاعدة فى الأوبرا العالمية والذى يتوقع أن تصبح السوبرانو الأولى فى العالم خلال سنوات قليلة. بالطبع أكون سعيداً وفخوراً بفتاة مصرية رائعة ترفع رأس مصر فى العالم كله. صحيح أن الغناء الأوبرالى والموسيقى الكلاسيكية ليست لها شعبية فى مصر ولكنها جزء من تراث مصر الكوزموبوليتان ولها جمهورها وبعد قرن ونصف من انفراد مصر بهذه الثقافة الموسيقية أصبحت بيوت الأوبرا فى مسقط ودبى وقطر تنافس مصر وها هم العازفون الموهوبون فى الأوركسترا السيمفونى المصرى الذين تعلموا وتدربوا فى مصر يغادرون إلى الخليج ونحن لا نفعل شيئاً لرعايتهم والحفاظ عليهم.
فاطمة سعيد سوبرانو مصرية صاعدة فى الدنيا كلها، تقف الآن شامخة على أكبر مسارح العالم لتغنى وهى المرة الأولى فى تاريخ مصر التى يصل فيها أحد من مصر إلى هذه المرتبة العالمية.
السوبرانو فاطمة كانت تلميذة فى المدرسة الألمانية بالقاهرة واكتشفت المدرسة الموهبة الدفينة فى فاطمة وصوتها وطبقاتها فى حصة الموسيقى ونبهت الأسرة إلى هذه الموهبة فتلقفتها أستاذتها مغنية الأوبرا المصرية نيفين علوبة ذات الباع الطويل على خشبة الأوبرا المصرية وعلى سفح الهرم وفى الأقصر حيث غنت عايدة وغيرها. بدأت فاطمة التدريب المستمر حين كان عمرها 14 عاماً، وبعد أن أنهت فاطمة دراستها الثانوية فى القاهرة سافرت إلى ألمانيا لتدخل معهد هانز ايلز الشهير ذا السمعة العالمية فى برلين وتدربت على الغناء تحت إشراف أستاذها الكبير رينات فالتين ونبغت وحصلت على البكالوريوس فى الغناء الأوبرالى بتفوق، وقد حصلت حديثاً على درجة الماجستير، وبعد تخرجها حصلت على منحة دراسية فى أوبرا لا سكالا فى ميلانو وهى الأوبرا التاريخية القديمة الشهيرة التى غنى على خشبة المسرح بها مشاهير من غنى الأوبرا من رجال ونساء فى العالم كله.
وأبدعت فاطمة فى لاسكالا ولفتت أنظار العالم، وقال النقاد إن صوتها دافئ وناضج وشديد العمق وقالت عنها صحيفة فراكفورت الكبرى إن صوتها يشع روعة مستمرة. وفازت فاطمة بمسابقة فيرونيكا للغناء الأوبرالى فى أيرلاندا وفازت عدة مرات فى ألمانيا بجائزة الغناء للشباب وجوائز عالمية أخرى كثيرة. لقد شاهدت فاطمة تغنى فى أوبرا لاسكالا فى ميلانو وكانت الدموع فى عينى وأنا أشاهد التصفيق والإعجاب من الجمهور الإيطالى. ودعيت فاطمة للغناء حول العالم فى فرنسا واليونان وعُمان وفنلندا والنمسا وأسبانيا وايطاليا وسويسرا وأمريكا وسوف تغنى فى أوبرا مسقط فى 3 أكتوبر وفى فيينا فى مهرجان موزارت فى يناير القادم.
و بالطبع فاطمة تعتز بمصريتها وقد غنت فى مصر عدة مرات فى حفلات مختلفة منها حفل فى السفارة الإيطالية وآخر فى السفارة البريطانية وحفل كبير فى الأقصر فى معبد الكرنك هذا العام وهو الحفل الذى نظمته الأمم المتحدة فى مصر لنشر الثقافة ودعم الطفل والمرأة. ومثلت فاطمة مصر فى حفل كبير أقيم فى جنيف فى مبنى الأمم المتحدة بمناسبة يوم حقوق الإنسان وحق الأطفال فى التعلم وفى الشهر الماضى غنت فى احتفال فى بيت العائلة فى حضور مجموعة أصدقاء فى الساحل الشمالى إحياء لتقليد إيطالى قديم اسمه الأوبرا فى البيت.
الأوبرا فى مصر جمهورها محدود لأن الموسيقى والغناء الأوبرالى يحتاج إلى تدريب لتذوقه والاستمتاع به والجمهور المصرى وأنا منهم نحب الموسيقى الشرقية المتميزة بالغناء الشرقى الجميل، ولكن ذلك لا يمنع أن هناك أعداداً من المصريين يحبون الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية ويتمتعون بها ويجب أن نشجع الشباب على تذوق هذه الموسيقى الجميلة لأن العالم أصبح قرية صغيرة والفنون العالمية يتذوقها الجميع ولا يتعارض ذلك مع حب الفن المصرى الأصيل.
فاطمة سعيد فى منتصف العشرينات من العمر وفى غضون سنوات قليلة ستكون واحدة من أهم إن لم تصبح أهم مغنية أوبرا فى العالم وهو شىء نادر وصعب أن يحدث لفتاة أو فتى مصرى. فاطمة بذلت مجهوداً رهيباً فى الدراسة والتدريب بجدية شديدة لسنوات طويلة، وهى تحب بلدها وتحضر لها كلما أمكنها ذلك. أعتقد أنه آن الأوان أن يتم دعوة فاطمة لإحياء حفل كبير على خشبة الأوبرا المصرية، وأن يحدث ذلك قريباً.
«قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك»
** عن المصري اليوم