السينما تُشرق فى الكويت!

ولادة مهرجان سينمائى عربى أعتبرها مثل ولادة شاعر فى القبيلة، تستحق الحفاوة، وهكذا افتتح مساء أمس مهرجان السينما الكويتى فى طبعته الثانية، برعاية المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، وأشارك هذه الدورة بعضوية لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، تبلغ قيمة الجوائز نحو 220 ألف دولار، ويحصل كل فرع على ثلاث جوائز، تتفاوت طبعا فى قيمتها المادية.

ظلت الكويت تحلم بإقامة مهرجان سينمائى على مدى تجاوز 20 عاما، كثيرا ما كانت الجرائد تنشر كل التفاصيل المتعلقة بالمهرجان، من فعاليات وأفلام وندوات وتكريمات وجوائز وضيوف ولجان تحكيم، ثم تأتى اللحظة الأخيرة ولأسباب متعلقة بمعوقات إدارية يتم التأجيل، رغم أننا شاهدنا منذ مطلع الألفية الثالثة مهرجانات سينمائية فى العديد من دول الخليج، بينما الكويت تأخرت كثيرا فى هذا المجال، ولا أدرى حقيقة السبب، رغم توافر إرادة قوية من الدولة لإقامة المهرجان، هل لأنه كما يقول المثل اللبنانى (المليح يُبطئ)؟

الكويت أول دولة خليجية قدمت فيلما روائيا طويلا حقق نجاحا عربيا ودوليا مشهودا له، ولا يخلو أى رصد نقدى من التوقف أمامه، «بس يا بحر» للمخرج خالد الصديق، الذى شارك فى بطولته عدد من فنانى الكويت، مثل سعد الفرج ومحمد المنصور وحياة الفهد، وكتبه الإماراتى عبد الرحمن الصالح، وحصد العديد من الجوائز العالمية والعربية كأفضل فيلم، وهو يروى بحميمية حياة الكويت فى الخمسينيات قبل اكتشاف النفط من خلال صيادى اللؤلؤ.. قيمة الفيلم ليس لأنه الأسبق، ولكن لكونه كان ولايزال الأصدق، وجاء ترتيبه رقم «19» بين أفضل 100 فيلم عربى فى الاستفتاء الذى أقامه مهرجان «دبى» السينمائى قبل نحو خمس سنوات.. الفيلم كل عناصره من فنانين وفنيين محليين.

ورغم ذلك لم يقدم المخرج بعدها بسنوات قلائل سوى فيلم «عرس الزين» المأخوذ عن الرواية الشهيرة للروائى السودانى الكبير الراحل الطيب الصالح.

فى الدورة الأولى لمهرجان الكويت تم تكريم المخرج خالد الصديق، فى هذه الدورة كُرم مدير تصوير الفيلم توفيق الأمير. فى الألفية الثالثة، كان من النادر أن تجد أفلاما كويتية روائية طويلة، إلا أن الرغبة قائمة، وهكذا وجدنا الدولة من خلال المجلس الوطنى للثقافة والفنون وأيضا وزارة الشباب تسهم فى دعم الإنتاج، كما أن القطاع الخاص له حضوره من خلال مؤسسة «اللؤلؤة» التى تقودها الشيخة انتصار الصباح.

بدأت لجنة التحكيم أعمالها بمشاهدة الأفلام القصيرة، ويترأسها الباحث الاقتصادى وأحد رواد نادى السينما بالكويت عامر التميمى والمخرج البحرينى بسام الزوادى والممثلة الأردنية نادرة. بوجه عام، هناك بين 25 فيلما على الأقل لدينا فى لجنة التحكيم خمسة أفلام امتلك مخرجوها خيالا خصبا، الظاهرة الجديرة بالتأمل أن هناك تعاونا بين أغلب المخرجين، بعضهم يشارك بالكتابة أو التصوير فى أفلام منافسيه، وتدير المهرجان بروح الشباب مراقب السينما بالمجلس الوطنى للثقافة فاطمة الحسينان.

نعم.. تأخرت الكويت عن اللحاق بركب المهرجانات السينمائية، إلا أن الحكمة تقول أن تأتى متأخرا أفضل من ألا تأتى على الإطلاق، أنتظر أن تشرق شمس السينما فى دولة الكويت.

** عن المصري اليوم

التعليقات