أمنيات طبيعية لعام سعيد

بعد أيام ينتهى عام 2018 ويطوى أوراقه لنستقبل عاما جديدا، ونودع أطلال ماضٍ قريب بكل هفواته العفوية، نقف مع أنفسنا، نراجع الأحداث المؤلمة واللحظات المبهجة، ونتمنى أن يمنحنا العام الجديد بعضا من الفرح، وأن يكون إنسانى الهوى، وندرب أخيلتنا على فيض من الأمانى والبوح بالأحلام المؤجلة.

أتمنى ألا تفجر الكنائس، وألا تُحل هذه الجرائم بالجلسات العرفية، وأن يسود مبدأ المواطنة الذى يكون فيه المواطنون والمواطنات سواء، ينعمون بالمساواة والعدالة والحرية السياسية والاجتماعية، وألا يوجد جائع أو عاطل عن العمل أو بلا مأوى، وأن ينعم كل طفل بتعليم قائم على المواطنة والتفكير النقدى والعلمى، وأن تنتهى فتاوى التحريض واحتقار الآخر غير المسلم، والحط من قدر النساء، وأن تكون الشوارع والمدن والبيوت أماكن آمنة للنساء والفتيات، لا مكان فيها للتحرش أو الاعتداءات الجنسية، وألا يتم الاتجار بالطفلات، وتزويجهن قبل سن الثامنة عشرة، وأن تخلو السجون من كل مظلوم أو صاحب حق، وأن ينعم الجميع بفرص عادلة فى أوطانهم تجنبهم الموت غرقا فى البحر قبل الوصول إلى شط أحلامهم، بحثا عن حياة إنسانية فيما يسمى «الهجرة غير الشرعية»، أو تجنبهم التشرد فى غربة جديدة وتتبخر أعمارهم فيها، ويموتون غدرا فى وطن ليس وطنهم وهم يبحثون عن مكان آمن فى وسط الشظايا المنهمرة ولقمة عيش نظيفة، وألا يغترب أحد داخل وطنه، جسديا ونفسيا وسياسيا، وأن تنقَّح القوانين وتسن قوانين جديدة لمناهضة التمييز واللامساواة، وإعلام يلتزم المهنية ويحترم العقول ويقدم الحقائق بشفافية، وأن تنتهى الاعتداءات العشوائية والمنظمة، وذبح النساء والأطفال فى اليمن وسوريا والعراق وليبيا وفلسطين، وأن تتوقف الحرب فى اليمن وينقذ أطفالها من الموت الذى يأتيهم من المجاعة والأمراض المتفشية.

وكذلك الإبادات الجماعية وأشكال الحصار النفسية، أو من يتم تجنيدهم واستخدامهم كدروع بشرية، وأن يرجع لليمن لقبه التاريخى «اليمن السعيد». وأن ينعم الفلسطينيون بالسلام فى أراضيهم، وألا يكون هناك أسير فلسطينى واحد فى السجون الإسرائيلية.

أوطان تحترم إنسانية وحريات مواطنيها، تكثر فيها الأفراح والأعراس فى مواجهة الجنازات والمآتم، ويسود العلم فى مواجهة الخرافة، وأن يكون حاضرها أفضل من ماضيها، لا تفتقد فيها الإنسانية والحب.

هذا هو مشهدى الخاص وأحلامى الصغرى لعام يذهب وآخر يأتى، مشهد يولد من شعاع الدم والجرح والأمل، ربما نصحو معافين من الوجع، ونشق طريقا للفرح، ونمحو فحم الليل من أوراقنا.. وللحلم وللأمنيات بقية.

 

التعليقات