ضرورة الدعم الحكومي للسينما
فجّر رحيل المخرج المبدع «أسامة فوزى» غضبا ومرارة عميقة لدى السينمائيين والمتابعين لإبداعه المتميز، فقد ظل عشر سنوات كاملة يبحث عن دعم لفيلمه الجديد ولم يجد. صناعة السينما فى العالم كله بحاجة إلى دعم حكومى قوى، وتشريعات تنظّم ذلك الدعم. منذ عشرات السنين وأصوات السينمائيين تطالب بإنشاء صندوق دعم للسينما، وقد سبقتنا إليه بلدان عربية شقيقة، رغم أن علاقة مصر بدأت بالسينما فى نفس الوقت الذى بدأت فى العالم 1895، وكانت مصر سابقة فى هذه الصناعة منذ عام 1917، فالمغرب أنشأت «صندوق دعم الإنتاج السينمائى»، وتم دعم 35 فيلما طويلا و30 فيلما قصيرا خلال (1980- 1987)، و58 فيلما طويلا و38 فيلما قصيرا خلال (1987- 1999)، وتوالى الإنتاج السينمائى بعد ذلك نتيجة إصدار تشريعات جديدة وحاسمة، وتم تطويرها فى 2015 لصالح دعم الإنتاج السينمائى قبل وبعد الإنتاج، وفى الأردن فى 2011 تم إطلاق «صندوق الأردن لدعم الأفلام» بهدف تمكين صناع الأفلام من سرد قصصهم وتطوير إمكانات السينما والمساهمة فى استدامتها، ويقدم الصندوق المساعدة المالية للأفلام الروائية الطويلة والوثائقية فى مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، وكذلك إنتاج الأفلام القصيرة والتحركية، فضلا عن المسلسلات التليفزيونية فى مرحلة التطوير، وفى الجزائر فى 2012 أُنشئ «صندوق تنمية الفن السينمائى وتقنياته وصناعته»، لإنتاج الأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة، وكتابة السيناريوهات، وتوزيع الأفلام وحفظ التراث الفيلمى، وإنجاز منشآت سينمائية أو إصلاحها، وعصرنة تقنيات السينما، كما قامت وزارة الثقافة الجزائرية بحملات توعية حول أهمية الاستثمار الخاص فى القطاع الثقافى، وذلك بغرض تطوير الاقتصاد الوطنى، فقانون الاستثمار الجزائرى يعامل النشاطات الثقافية على أنها نشاطات اقتصادية متكاملة.
فى 2016، تقدم وزير الثقافة المصرى السابق «حلمى النمنم» إلى وزير العدل بطلب إجراء دراسة قانونية حول تأسيس صندوق خاص بدعم الدولة للسينما، مما يعطى مساحة حرية للإنتاج السينمائى بعد المعاناة التى كانت تواجه تسوية الأفلام المدعومة مع وزارة المالية، كما أنه سيساعد على خلق نقلة نوعية فى قطاع السينما عبر الإنتاج السينمائى، ونحن نتساءل: هل تمت هذه الدراسة، وتم إدراجها فى أى خطة؟.. ونحن نعلم أن الدكتورة الفنانة إيناس عبدالدايم لن تمانع فى تبنى مثل هذا المشروع، وذلك من أجل أن تخرج هذه الدراسة كقانون، وتتم دعوة السينمائيين والمهتمين بالشأن السينمائى إلى مناقشته وتطويره، وهذا يحتّم على السينمائيين أن يشكلوا فريقا لبحث هذا الأمر وكيفية أخذ خطوات جادة فيه.