حالة بيراميدز!

قل ما شئت فى نادى بيراميدز، ومن اشتراه وكيف اشتراه، وكيف أوجده فى جسم الرياضة المصرية.. ولكنك لن تُنكر أنه أحدث حالة فى الدورى.. ولن تنكر أنه حرك المياه الراكدة.. أنا لا أكتب فى الرياضة إلا نادراً، ولا تربطنى علاقة بقيادات الأندية من أى نوع، ولا أتردد على الملاعب، ولا أتابع الكرة المحلية، لكن مباراة الزمالك وبيراميدز كانت بطعم النهائيات!.

فالقصة ليست فى القدرة الشرائية للاعبين فقط.. النادى الأهلى مثلاً يشترى اللاعبين ويركنهم على دكة الاحتياط.. النادى الأهلى يدفع ويشترى ببذخ.. ويقوم بتفريغ الأندية من نجومها.. وفى النهاية يلعب بالطريقة نفسها.. لا جديد.. وجاءه نادى بيراميدز لينافسه فى الشراء بأعلى سعر، وكوّن فريقه ودخل ينافس من أول موسم على الدورى.. فما معنى هذا؟!.

حالة بيراميدز تستحق الدراسة فى الرياضة والسياسة والثقافة والإعلام.. خدمنا تركى آل الشيخ من حيث لا يدرى.. أوجد حالة لم يستطع أن يفعلها أحد قبله.. كنا ننتظر أن يكون النظام الكروى فى مصر متعدد القطبية.. حالة بيراميدز كشفت أن القمة تتسع للجميع.. راهن البعض أنه سينشئ فريقاً من الدرجة الثانية، وأن القصة ليست «فلوس آل الشيخ» أبداً!.

فقد حاول سامح فهمى قبله أن يقدم بأموال البترول فريقاً درجة أولى، حتى نخرج من إطار الأهلى والزمالك.. وأنشأ إنبى وبتروجت.. نجح حيناً وفشل أحياناً.. ودخل الجيش بفريق.. ودخلت الشرطة بفريق.. وأصبح الدورى فئوياً.. الأجهزة لاعبت نفسها.. وكدنا لا نجد رياضة.. حتى جاء «آل الشيخ» وقدم نجوم العالم على أرض مصر، ومن هنا كان «الفارق»!.

فلا يهمنى ما جرى فى الرياضة، لكنها «مؤشر» بالنسبة لى على أى حال.. يهمنى أن نحتذيه فى السياسة فتكون عندنا أحزاب قوية قادرة على المنافسة وحصد الأصوات، والمنافسة داخل البرلمان.. ويهمنى أن تكون عندنا قنوات فضائية تنافس على اجتذاب الجماهير، ولا تصادر حرية الرأى، ويهمنى أن تكون عندنا منابر صحفية.. لا تكون مثل غيرها، ولكن إضافة حقيقية!.

أقول هذا بغض النظر عن «طريقة تركى» فى الإدارة، وطريقته فى تعيين وإقالة المدربين.. هذه طريقته لا نناقشه فيها.. لكنه لم يقدم لنا «طريقة مؤسسية»، ولكن يقدم مدرباً لكل عدة مباريات.. فهو الذى سيتحمل النتيجة فى النهاية.. وبغض النظر عن هذا، فقد صنع حالة رياضية وصنع حالة كروية.. كثيرون لديهم فلوس.. لم يضيفوا شيئاً محسوساً حتى الآن!.

فى المباراة الأخيرة بين بيراميدز والزمالك، انقسم الأهلاوية إلى فريقين.. الأول يشجع بيراميدز نكاية فى الزمالك.. والثانى يشجع الزمالك نكاية فى بيراميدز.. وكلاهما يريد لهما التعادل، حتى يكون ذلك من مصلحة الأهلى.. وعشنا جميعا ليلة كروية كشفت عن حالة غريبة!.

 

التعليقات