من يطفئ الحرائق؟!

هل يُعقل أن تكون هذه دولة تناقش تعديلات دستورية خطيرة؟.. هل يعقل أن تتكلم فى الجنس أكثر مما تتكلم فى الدستور؟.. كيف يحدث هذا بالضبط؟.. ومن الذى ينفخ فيه؟.. ومن فجر هذه القنبلة أولاً؟.. كيف خرجت تسجيلات منذ 2010 الآن؟.. من الذى يفتكس خناقات الزمالك والأهلى وبيراميدز؟.. من الذى يفتكس خناقات علاء مبارك وعمرو أديب وينفخ فيها؟!.

فتخيلوا هذه دولة يتحدث إعلامها عن الفضيلة، ويجعل قصته الإخبارية حكايات عن منى فاروق وشيما والغضبان.. بينما لا يوجد من يطفئ هذه الحرائق، أو يطالب النائب العام بحظر النشر فى القضية، حفاظاً على الأخلاق والقيم.. أين البرلمان يا جدعان؟.. أين الذين يديرون الإعلام؟.. هل هذا هو المطلوب؟.. هل أصبح تعديل الدستور خبراً رقم 10؟!.

فلم نكد ننتهى من خناقات الأهلى والزمالك، حتى دخل الأهلى فى مواجهة مع بيراميدز وأصحابه واتحاد الكرة ولجأ إلى الفيفا والكاف.. ولم نكد نهدأ قليلاً حتى دخلنا فى قصة المخرج السينمائى الشهير خالد يوسف وزيجاته العرفية.. هو يقول إنها تصفية سياسية، وهم يقولون أنت الذى صوّرت الفتيات.. وأمس دخلنا فى معركة ذكرى التنحّى بين عمرو وعلاء!.

والطريف أننا رأينا بطولات بأثر رجعى.. عمرو أديب يقول إنه كان ضد حسنى مبارك، وإنه كان السبب فى بقائه بالبيت قبل الثورة.. وهنا يخرج علاء مبارك ليذكره بما قاله أيام مبارك.. وما قاله بعد الثورة، ليكشف قمة التناقض.. فيخرج عمرو ليقول: مش رد سجون إللى هيعلمنى الأدب، فيقول علاء: للأسف فهمتنى غلط، لا أعلمك الأدب ولكن أعلمك «الرجولة»!.

هذا بلد يحترق بالوشايات والنميمة و«فيديوهات الجنس».. يحدث هذا بينما نناقش تعديلات الدستور فيذهب الاهتمام العام والرأى العام لمشاهدة الفيديوهات، ولا يهتم بمناقشة التعديلات.. وينقسم الناس بشأن فيديوهات خالد يوسف إلى قسمين.. قسم يتحدث عن حُرمة الحياة الخاصة فى الدستور.. وقسم يتحدث عن ستر عرض الولايا، والعفو عن ضحايا الليالى الحمراء!.

وفى كل واقعة هناك كلام عن تدخل السياسة.. فمن يربط ظهور الفيديوهات بموقف خالد يوسف السياسى من التعديلات، ومن يربط هجوم علاء مبارك على عمرو بسبب موقفه السياسى.. جائز هناك موقف لخالد، ولكن متى كان لعمرو موقف سياسى؟.. ومتى قال لا؟.. القصة غير مفهومة بالمرة.. نحن فى حاجة إلى الستر.. نريد «إطفاء الحرائق» لنتفرغ للدستور الآن!.

وللأسف أصبحنا جميعاً مشوّهين بالثلاثة: مناخ غير صحى بالمرة.. خناقات وسيديهات.. وبمناسبة الفيديوهات اسمعوا نصيحة حبيب العادلى.. «أمن قومى آه، حياة خاصة لا».. ارجعوا إليه فوراً.. كان يتحدث عن «أخلاق التنصت».. وكان يقول الفضيحة مش مجدعة!.

 

التعليقات