المنتخب وخريطة الأدوار التالية

** موقع عبقرى، مثل موقع مصر، فاختيار سفح الأهرامات لإجراء قرعة كأس الأمم الإفريقية لا ينافسه موقع آخر فى العالم، بما يحمله من عبق التاريخ والحضارة. والتنظيم كان رائعا ومشرفا، يليق بمصر وبموقع الحدث. ووراء هذا التنظيم جهد كبير، وناس وعقول لم تعرف النوم على مدى أيام، وشباب عمل على مدار الساعة من أجل خروج هذا الحدث الرياضى بهذا المظهر الجميل.
** القرعة جيدة للمنتخب. وأعلم أنه لا يوجد سهل وصعب فى كرة القدم ففيها دراما ومفاجآت.. لكن قراءة النص يجب أن تكون دقيقة، فهى قرعة جيدة بالنسبة للفريق الذى وقع مع زيمبابوى، والكونغو الديمقراطية، وأوغندا.. وهذا بالمقارنة ببعض المجموعات الأخرى التى يتوقع أن تشهد ملاحم وليس مجرد مباريات. مثل المجموعة الرابعة التى تضم المغرب وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا وناميبيا، ثم الثالثة التى تضم السنغال والجزائر وكينيا وتنزانيا، ثم السادسة التى تضم الكاميرون وغانا وبنين وغينيا بيساو.. ومن يرى هذه المجموعات الثلاث تهون عليه مجموعته!
** نعم الآن لم تعد إفريقيا تلك القارة البكر التى كنا نعرفها رحبة ومتسعة، تعيش وراء الزمن، وتحكمها الخرافات والأساطير. ونراها غابة يسكنها الوحوش وطرزان، ويتنازع السيطرة على أراضيها قبائل الدناكل والهاوسا واليوربا والزولو والأشانتى والماساى الذين يشربون اللبن الممزوج بدماء البقر.. لكن بطولة كأس الأمم للقارة مثل كل بطولات كرة القدم الكبرى، ففى النهاية يلعب من يلعب، ويحقق المفاجآت من يحقق، سواء فى مباراة أو فى دور من البطولة، وفى النهاية يفوز الكبار غالبا. (راجع أبطال كل البطولات فى كأس العالم وأوروبا وآسيا والقارات).. وفى إفريقيا نحن مقبلون على البطولة رقم 32 ومنذ عام 1957 فازت منتخبات شمال وغرب القارة بـ 24 لقبا، وتركت 7 ألقاب لباقى المنتخبات. علما بأن منتخب مصر كان قريبا من الفوز بكأس القارة 4 مرات أخرى ولكنه أهدر الفرصة فى المرات الأربع لأسباب مختلفة وهو فى النهاية كان على مسافة أمتار من اللقب فى تلك المرات!
** أعود إلى مجموعة مصر فى البطولة القادمة.. نعم الكونغو ليس منتخبا سهلا أو بسيطا، وكذلك أوغندا، فقد عادت كرة الكونغو إلى الازدهار بعد سنوات طويلة من فوزها بلقبى 1968 و1974. وذلك بعد انتعاش اللعبة بالمال والإمكانات وشركات الرعاية، وهو ما أنتج فريقى مازيمبى وفيتا كلوب على مستوى الأندية بصفة عامة وأوغندا لنا معها تجارب مريرة فى التاريخ مثل موقعة كمبالا التى أسفرت عن هزيمة المنتخب بخمسة أهداف عام 1967. لكن فى المجمل حققنا 10 انتصارات خلال 14 لقاء.. مقابل تعادلين وهزيمتين.
** المهم.. هل نريد الفوز باللقب ؟ نعم أكيد.. وعلينا أن ندرك جيدا ونقدر قوة بعض المنتخبات مثل السنغال، والمغرب وتونس والجزائر ونيجيريا والكاميرون وغانا، وهى المنتخبات المرشحة دائما فى كأس الأمم. إذن لابد من قراءة خريطة الأدوار التالية ومدى أهمية تصدر المجموعة، كى نلعب فى دور الستة عشر مع أحد الثوالث من المجموعات الأولى والثانية والثالثة الخارجين من دورى المجموعات، ثم نقرأ جيدا طريقنا المحتمل فى دور الثمانية وما هو الفريق الذى يمكن أن نواجهه مع دراسة الاحتمالات.. وهى خريطة لابد من قراءتها وحسابها فى إطار التطلع للقب الثامن إن شاء الله.

 

التعليقات