
كرة ثلج التنوير قادمة لا محالة
تطورت أوروبا في عصور التنوير عندما تم اختراع الطابعة و بذلك أصبحت المعرفة متاحة لطبقات أدنى خاصة عندما ترجمت باللغات المحلية و ليست كما كانت من قبل باللاتينية فقط، فأصبح العقل جاهز لاستيعاب تغيرات التنوير الفكرى و الثقافى و استطاع في هذه العصور المظلمة مقاومة ترهل الكنيسة و فسادها و سيطرتها على كل شىء حتى جاء التغيير و استطاع حصار الكهنوت خلف سور فيما يعرف بدولة الفاتيكان و اقتصرت مهمة الكنيسة على الشأن الدينى و الأعمال الخيرية و لم تعد تتدخل في شؤون الدول السياسية أو التشريعية و تم فصل الكنيسة عن السياسة تماما و من هنا تحرر العقل الأوروبي و انطلق إلى الحداثة و التطوير إلى أن أصبحت الحضارة الأوروبية هى مصدر العلوم و الفنون و التقدم و التحضر، و الآن فأنا أرى أن أدوات المعرفة الحالية دخلت في مرحلة جديدة و استطاعت التكنولوجيا الوصول إلى كل إنسان يحمل تليفون محمول و عليه سياتى التنوير الفكرى و الثقافى لا محالة محمولا على اكتاف الأجيال الجديدة لأن كرة الثلج بدأت في التدحرج حتى ولو ببطء لتدهس كل متخلف و مترهل يقف في طريقها نحو عالم أكثر عقلانية و انسانية