امس كتمت دموعي الي الفجر حتي بكيت وحدي وانا سهران .السبب اني كنت قاعد في مقهي مع صديق شاب مثقف جميل وابني إياد . اخذنا الحيث لما فعله المتاسلمون من تشويه في حياتنا وكيف ان المدارس مثلا كانت احد روافد الفرقة بين التلاميذ المسلمين والمسيحيين فما بالك بالمساجد التي منذ خمسين سنة تلعن النصاري في خطبها . حكيت حكاية حدثت مع ابني الاكبر زياد حين كان طالبا في الثانوي في النصف الاول من التسعينات وكيف جاء ذات يوم يسالني مرتبكا . بابا هو انت كافر ؟ اندهشت جدا وسالته ليه السؤال . قال لي اصل مدرس العربي قال لنا ان نجيب محفوظ كافر علشان بيكتب روايات . وكيف ذهبت الي المدرسة وقابلت الناظر الذي احضر المدرس ووبخه واعتذر وقال انه لم يكن يقصد وانتهت القصة . فوجئت بإياد الذي كان في الابتدائي في ذلك الوقت يقول ساحكي حكاية لم اخبر بها ابي ابدا . انا مدرس العربي كان دايما يقول لنا ان الشعراء كفار وان نزار قباني كافر وحيدخل النار هو وكل من يقراه او يحبه  وكنت اعرف انا بابا بيحب نزار قباني فكنت ادخل عليه وهو نائم ابص له واعيط لاني باتصور انه حيدخل النار . انا ماقلتش الحكاية دي لبابا ابدا ونسيتها مع الوقت الحمد لله . انا مسكت دموعي لكن في الفجر تخيلت مشهد ابني الصغير وهو بيبكي وانا نايم علشان حاروح النار وبكيت . حسبي الله في اللي عذب ابني الصغير بالرعب . اياد الجميل بهجة الدنيا اللي من ساعة ماتولد ما بيبطلش ضحك تخليه يبكي ياجبان من الاوهام الوسخة اللي في دماغك . حسبي الله ونعم الوكيل في تجار الدين اللي شوهوا الاجيال .

(من صفحته)