عار الختان

ضحية جديدة لعادة مذمومة اسمها ختان الإناث، طفلة فى الثانية عشرة من عمرها اصطحبوها إلى حيث يُقتطع جزء من جسدها رغمًا عنها، صونًا- كما يدّعون- لشرفها وسلوكها حين تكبر وتصبح امرأة. ماتت الطفلة المسكينة بين أيديهم، راحت ضحية للجهل كما ذهبت كثيرات قبلها، وستذهب أخريات طالما ظل بيننا من يروجون لتلك العادة فى زوايا المساجد والكتب الصفراء، وللأسف عبر شاشات التليفزيون، باسم الدين والدين براء من الحث على تعديل خلق الله- سبحانه وتعالى- والمساس بجسد الإنسان، ومن يعى آيات القرآن الكريم لن يعثر على الإطلاق على ما يفيد أو يشير إلى إباحة تلك الممارسة، ولا يتصور أن يقول الرسول الكريم بغير ذلك.

صحيح أن القانون فى مصر قد قرر عقوبات شديدة على من قام بختان لأنثى، وفرض عقوبة السجن المشدد لمن تسبب فى ختانها، وللحق، يقوم المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة بجهد كبير فى مواجهة تلك الجريمة المؤلمة، لكن الناتج أن مصر- للأسف- ما زالت تحتل مركزًا متقدمًا فى العالم فيما يتعلق بعمليات الختان، وأن ما يقرب من ثمانين فى المئة من النساء المتزوجات فى مصر واللاتى تتراوح أعمارهن ما بين 15- 49 سنة، خضعن لتلك العملية، كما حددت اليونيسيف أن مصر تتصدر الدول بالعالم فى إجراء تلك العملية، ومعها الصومال وغينيا وجيبوتى ومالى.

مؤخرًا، اعتبرت دار الإفتاء المصرية ختان الإناث حرامًا، وهو بمثابة اعتداء على المرأة وحقوقها، وأضافت: لا لختان الإناث، وأتساءل: أين الإعلام المستنير فى مصر فى مواجهة تلك العادة التى تقترب من حد الوحشية، بل والإهانة؟ أين الحملات- خاصة المصورة- المخصصة للتوعية الدينية والاجتماعية والطبية منها؟ أين الإلحاح على بيان خطورتها وعدم اتفاقها مع صحيح الدين باعتبارها اعتداءً وتحويرًا لخلق الله وعملًا إجراميًا تجاه أطفال لا يملكون من أمرهم شيئًا، ولا لأحد الحق فى اقتطاع أجزاء من أجسادهم رغمًا عنهم؟.

حرام ما يحدث للبنات اللائى يذهبن ضحية للختان أو يتألمن منه طوال العمر، والصمت عن إجراء تلك العملية فى أنحاء البلاد والعديد منها على يد أطباء- للأسف-، هو نوع من العذاب الذى يجرى فى الظلام، يكشف عنه أحيانًا الموت المفاجئ لأطفال فى عمر الزهور.

 

التعليقات