المضادات الحيوية الأخلاقية !

انتهت الأحداث الجسام التى مرت على المحروسة في الأيام الماضية و هي الأحداث المؤسفة لمباراتيّ السوبر في الإمارات و قمة الدوري في القاهرة هذا بجانب الحدث الأهم و هو وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك و كالعادة ساهمت هذه الأحداث في ترسيخ الانقسام داخل المجتمع المنقسم أصلا بين كره مشجعى كل نادي للنادي الآخر و بين محاولات تشويه و تمجيد ثورة يناير و التي اطاحت بالرئيس الأسبق و أصبح السؤال الذي يشغل الرأي العام في الأيام القليلة الماضية هو "هل يجوز الترحم على مبارك من عدمه" و هل يجوز لك أن تقول "سيحاسبه التاريخ بما له و ما عليه" أم انك ستصبح مسار لسخرية كارهي مبارك و هل ان شعر أحدهم بغصة في الحلق عندما شاهد الشخصيات التى قامت عليها يناير و عبر عن ذلك هل سيتقبل كارهو يناير رد فعله؟

و أعتقد أنه آن الأوان أن نعود سريعا و نرجع خطوتين إلى الخلف حتى لا تأخذنا الأحداث و ننسى أو نتناسى الظواهر الخطيرة التي تهدد المجتمع المصري مؤخرا  و التي غيرت من القيم الأخلاقية التي تربينا عليها و حولتها إلى أخلاق العشوائيات خاصة بعد الانفجار السكاني الرهيب و الذي أثر على الثقافة و الهوية نفسها و النماذج  معروفة للجميع سواء في الفن أو الغناء أو في الرياضة و لا داعي لذكر أي من أسماء رموزها و قد سميتها من قبل النماذج "التوكتوكاوية" نسبة إلى التوكتوك و الذي يعد نقطة الاستدلال على هذه الثقافة و هؤلاء النماذج .
ان كل هؤلاء يا سادة ما هم إلا العَرَض أما المرض فهو أكبر و أعمق و يحتاج دراسة و تحليل و خطوات و قرارات تنفذ على الأرض  حتى نجد العلاج الحاسم لكي تعود مصر إلى شكلها  الذى عرفناه في السابق من حيث الشكل و الثقافة و الأخلاق و لكن و لأسباب اقتصادية نجد المؤسسات الثقافية و الاعلامية المنوطة بإصلاح الثقافة و الوعي الجمعي و وضع هذا الإصلاح في قائمة أولوياتها، نجدها تنزلق إلى الحضيض و تدعم هذه الطفيليات التى ظهرت على السطح بدلا من مقاومتها و إعطاء المجتمع مضادات حيوية أخلاقية لكي يستطيع مقاومتها و بناء مناعته ضدها و العودة إلى الثقافة الصحية التى كان عليها و ذلك قبل أن يفوت الأوان

التعليقات