استدعاء السفير!
فتِّش عن إسرائيل فى تعقيد ملف سد النهضة.. وقد ذكرت من قبل أن طعنة إثيوبيا بالنسبة لنا مثل وخز الناموس.. أما طعنة السودان فهى تقتلنا نحن الأشقاء.. والأخطر أن تكون الطعنة وراءها إسرائيل.. فمنذ متى صارت إسرائيل صديقة للسودان أو تعرف مصالحها؟.. ومنذ متى كانت العلاقة بين عبدالفتاح البرهان ونتنياهو سمناً على عسل؟!
فأين أنتم من تحرير القدس والشهداء بالملايين؟ ومن الذى سيحارب إن كان الكل يطلب الرضا السامى، سواء بالتطبيع مع العدو أو تسهيل التطبيع بوساطات سرية؟.. من الذى سيحارب يا بشر؟.. ومن الذى سيصمد حتى النهاية؟.. إن مصر لن تنكسر أمام إثيوبيا أو السودان أو إسرائيل، ولن تنجح كل محاولات الضغط علينا.. وأقول إن أول دولة عقدت اتفاقية سلام مع إسرائيل كانت مصر، وأول دولة سوف تقطع علاقاتها الدبلوماسية بإسرائيل ستكون مصر!
غير معقول أن نسمع هنا وهناك عن أنباء تدين إسرائيل فى ملف سد النهضة، سواء بالضغط أو التحريض، ولا يصدر كلام من الخارجية المصرية عن تهديد إسرائيل باتخاذ خطوات عملية ضدها.. فالسلام الذى بنيناه معها قد تم الإخلال به، والسلام الذى وقعنا عليه يمكن نقضه، والعلاقات الدبلوماسية التى أقمناها يمكن قطعها.. فلابد للخارجية أن تستدعى السفير الإسرائيلى وتواجهه بالحقائق التى تحت أيديها وتنبه عليه بأنها تستنكر ذلك وسوف تقوم بخطوات تصعيدية، منها قطع العلاقات وطرد السفير!
وعلى إسرائيل أن تتبرأ من دورها فى عملية التحريض ضد مصر.. قولاً واحداً، وعليها أن تثبت براءتها من اللعب بالنار.. وعليها أن تثبت أنها تحافظ على اتفاقية السلام، ولا تنقض اتفاقياتها، وإلا تكون مصر فى حل من هذه الاتفاقية أيضاً.. نريد موقفاً مصرياً قوياً.. يكشف كل الأطراف ويعريها.. فالقضية ليست مع إثيوبيا ولا السودان، إنما مع إسرائيل.. وعلى أمريكا أن تعرف أن تل أبيب تعكر مياه النيل، وقد يتسبب ذلك فى ضرب الاستقرار فى المنطقة كلها!
متى تستدعى الخارجية السفراء إن لم يكن هذا أوان الاستدعاء؟.. ومتى تستدعى سفير تل أبيب لإبلاغه بموقفنا الرافض لكل العبث فى مياه النيل؟.. ومتى تتعامل مصر مع دولة إسرائيل باعتبارها كيانا تربطنا به اتفاقية سلام؟.. إن إسرائيل لن تضعنا فى خانة اليك، ولن تبحث لنا عن أزمة تورطنا فيها لترتاح!.
إن أمريكا لا يجب أن تتدخل لدى إثيوبيا وحدها، ولكن عليها أن تنصح إسرائيل بأنها تلعب بالنار مع مصر.. وأنها سوف تضيع فرصة للسلام حافظت عليها مصر وضيعتها إسرائيل.. أبلغوا سفيرها إن كانت إسرائيل لا تفهم.. وأبلغوا أمريكا، واتركوا لنا إثيوبيا والسودان.. فالحقوق التاريخية فى مياه النيل لا تحتاج إلى مفاوضات مع مراهقين!.