ماكينات الصراف الآلى!
اليوم يستأنف الجهاز المصرفى نشاطه بعد إجازة عيد طويلة امتدت لأكثر من أسبوع.. وهذه فرصة لأوجه همسة عتاب إلى الأستاذ طارق عامر، محافظ البنك المركزى.. تخيلوا فقد كنا نتعامل مع ماكينات الصراف الآلى وهى خالية من النقدية وعطلانة فى معظمها للأسف!
وهنا يثور التساؤل: كيف نحقق نظام الشمول المالى بهذه الطريقة؟ وكيف نجذب الناس للتعامل بالفيزا كارت؟.. لقد تعبنا كثيرًا حتى اعتاد الجمهور على التعامل مع ماكينات الصراف الآلى، وأصبح كل بيت فيه فيزا، سواء لصرف المرتب أو لصرف المعاش.. فكيف ندخل إجازة طويلة ونحن لا نستطيع تدبير احتياجاتنا من العملة لشراء احتياجات البيت؟!
فهل أدرك المحافظ أن النظام غير صالح لمواجهة احتياجات الناس؟.. وهل لاحظ الأمر أحد أعضاء مجالس إدارات البنوك؟.. هل لفت نظرهم تكدس الجمهور على ماكينات معطلة وخالية من النقد؟.. ألم يتلق المحافظ تقارير بشأن الطوابير على ماكينات الصراف الآلى؟.. ألم يخبره أحد أن معظم ماكينات البنوك لا تعمل أو خالية من النقدية؟!
لقد تصادف أن مررت على خمس ماكينات لبنوك مختلفة، فلم أجد فيها شيئًا.. وعاد الكثيرون بخيبة أمل؟.. وتصادف أننى كنت أزور قبل العيد أحد كبار الزملاء بمؤسسة قومية وفكرت فى انتهاز الفرصة، وكان فى مدخل المؤسسة الكبرى خمس ماكينات ثبت أنها كلها لا تعمل وليس فيها نقدية، فأصيب الكاتب الكبير بارتباك شديد، فرد موظف الأمن: أصل كان فيه صرف مرتبات يا فندم!
هل نعود مرة أخرى لتخزين الفلوس تحت البلاطة، فذلك أضمن؟ ولماذا لا تتوسع البنوك فى توزيع ماكينات الصراف الآلى على التجمعات والمناطق السكنية لتلبية احتياجات الناس حسب الكثافة؟.. ثم أليس هناك موظف مسؤول عن تغذية هذه الماكينات، فأين هو؟.. ألا تحصّل البنوك عمولات عن كل سحبة منها، فلماذا لا توفر الخدمة؟.. هل الأمر صعب لهذه الدرجة؟!
إننى أخاطب البنك المركزى، لأنه المسؤول عن السياسات النقدية، وعن تعليم المصريين ثقافة التعامل مع النقد، وكم تبنى حملات لإخراج الفلوس من تحت البلاطة، لتأمينها من ناحية وكى تصب فى الجهاز المصرفى من ناحية أخرى.. وها نحن نعود إليها مضطرين!.. مؤكد هناك خطأ ولابد من حله مع كل قيادات البنوك، الأهلى ومصر والقاهرة والإسكندرية.. لأنه بصراحة أثبتت التجربة أن بنك «سى آى بى» هو الأفضل فى هذه الخدمة، وماكيناته هى الأحدث على الإطلاق!
باختصار، أرجو أن تلقى القضية اهتمام الجهاز المصرفى.. وإلا يكون الرد أن طول المدة كان طبيعيًا أن «تنفد» النقدية من بعض الماكينات، فالقصة ليست «بعض» ولا طول المدة.. لقد بدأت الإجازة والماكينات عطلانة عن العمل ولا تؤدى وظيفتها طوال أيام العيد للأسف!.
■ ■ ■
سقط سهوًا فى مقال أمس بعنوان «موعد مع رئيس الوزراء!» جملة مهمة من الفقرة الأولى، وهى: «لأول مرة يلتقى رئيس الوزراء، نقيب الأطباء، وهو عالم وطنى كبير وزاهد لا يبحث عن أى شىء.. وليس من هواة التصريحات ولا الفضائيات!»... لذا لزم التنويه.