..وكل عام وأنتم بخير

يحدثنى الجيران والأقارب بحزن شديد، لأن الاحتفال بعيد الأضحى سيكون مختلفا هذا العام، «لن نقدر تخيل أنفسنا أثناء الصلاة أو عملية الذبح أو تحضير صوانى الفتة، ولوازم الشواء ونحن نرتدى الكمامات ونملأ أيدينا برشاش المطهرات، ونتباعد مسافة مترين عن أى شخص، سواء كنا نرتدى جلبابا أو بدلة أنيقة أو فستانا».

وتنتشر حالة من الجدل والضيق فى المجتمع بشأن ذبح الأضاحى، خوفا من المساهمة فى انتشار فيروس كورونا، وذلك فى ظل عدم تقيد المواطنين بإجراءات الوقاية والإجراءات الصحية اللازمة، والتخوفات المترتبة على انتقال الناس للشراء والبيع من خلال الأسواق ومنافذ البيع، ونقل الأضحية من مدينة إلى أخرى، واختلاط الناس والحيوانات خلال عملية البيع والشراء وما تخلفه عملية الذبح من أطنان من المخلفات والدماء.

وقد زاد هذا التخوف بعد تصريح دولة ألمانيا «بإغلاق أحد المجازر بسبب تفشى الفيروس بين عماله فى إحدى المدن غربى ألمانيا»، ويرى الكثير من الأطباء أننا يجب أن نتعامل مع الأضحية كأى سطح ناقل للفيروس بحذر شديد، وخصوصا جلود «العجول» وفراء «الخراف» التى قد يصل إليها الفيروس من أى مصاب، لذلك يجب نحر الأضحية وفق قواعد صارمة من أجل تفادى انتشار الفيروس والإصابة به، ولابد من الالتزام بتطبيق إجراءات السلامة العامة والوقاية، خاصة إقامة التجمعات، والتشديد على ضرورة ارتداء الكمامات والتباعد الجسدى، وأن تقام صلاة عيد الأضحى فى المنازل وتبث التكبيرات من خلال الوسائل المرئية والمسموعة، والذبح فى المسالخ التى تحددها الحكومة، والتى تضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية، واتباع النظافة من خلال غسل الأدوات المستعملة فى عملية نحر وسلخ الأضحية من سكاكين وخطافات ومنافخ وعصى، وتطهيرها بعد الانتهاء من الذبح مباشرة.

وزيادة فى الدقة والحذر، يرجى تنظيف وتكليس مكان الذبح باستخدام الجير الحى، وعلى مصلحة الطب البيطرى ووزارة الصحة أن تخصص مرشدين صحيين لإرشاد الناس فى الأسواق والسلخانات، وأن تركز برامج التليفزيون والإذاعة على بث الإرشادات الصحية قبل العيد وأثناءه على مدار اليوم، حتى نتفادى مزيدا من الإصابات، ونحدّ من انتشار الفيروس.

ويبقى الشىء الأهم وهو مساعدة المواطنين والمواطنات الذين تضرروا اقتصاديا وازدادوا فقرا بعد انتشار الفيروس، وانقطعت أرزاقهم وبعضهم فقدوا وظائفهم، علينا أن نفعل ذلك بحب وبطريقة تحفظ كرامتهم وماء وجوههم، ونبحث عنهم، فى مناطقتنا السكنية، أو مناطق الأصدقاء والأقارب أو فى الشوارع، ليصل إليهم مباشرة الدعم المستحق، وكل عام وأنتم طيبون.

الوضع في مصر

التعليقات