القاهرة موسكو والعكس!
أخيراً تعود الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو من جديد.. وتعود السياحة إلى مصر.. أمس، أعلنت وزارة الطيران المدنى أنه تم التصريح لشركتى ايرو فلوت ومصر للطيران لإعادة تشغيل رحلات جوية بين موسكو والقاهرة، بعد توقف حركة الطيران المنتظم بين الدولتين بسبب أزمة «كورونا» منذ مارس الماضى.. والقرار بعودة الطيران الروسى خلاصة جهود الدولة كلها، من أول الرئيس إلى وزير السياحة إلى وزير الطيران، وسفارتى الدولتين!
ويجرى حالياً التنسيق بين الشركتين ووزارتى الطيران فى البلدين، لإنهاء التجهيزات والترتيبات لبدء التشغيل الفعلى منتصف سبتمبر.. وتعتبر مصر هى الدولة الخامسة التى استأنفت روسيا الطيران معها بعد جائحة الكورونا!
والحقيقة أن السياحة الروسية تعتبر رقماً مهماً فى المعادلة بالنسبة لمصر.. وكل المؤشرات كانت تشير إلى أن هذا العام سيكون عاماً مختلفاً فى تاريخ السياحة المصرية، لولا أنه بدأ بأزمة كورونا.. ومع ذلك فمازال هناك أمل كبير، خاصة أن مصر حققت أداء ممتازاً فى مواجهة الأزمة من أول يوم، كما أن المقاصد السياحية فى الغردقة وشرم الشيخ صفر إصابات، وهو ما يجعل الإقبال المنتظر يفوق التصورات!
مصر بالنسبة للسياحة الروسية مقصد مهم.. وربما يكون المقصد الأهم.. لدرجة أن الروس كانوا يعبرون بعض دول شرق أوروبا ليصلوا إلى مصر فى فترة انقطاع الطيران.. والسياحة الروسية بالنسبة لمصر لها أهميتها جداً، من حيث العدد والروح التى تشيعها السياحة الروسية فى المقاصد المصرية!
ولكل هذا يأتى خبر عودة الطيران كخبر سار ومبهج للبلدين والشعبين فعلاً.. بغض النظر عن الكلام بأن سياحة أخرى يمكن أن تنفق أضعاف ما ينفقه السائح الروسى.. تبقى السياحة الروسية مهمة وتبقى مؤثرة فى الحصيلة النهائية للسياحة والاقتصاد القومى، وإلا ما كان الرئيس قد طلب من بوتين أكثر من مرة عودة السياحة، وكان بوتين يقول قريباً!
الآن أصبحت كلمة «قريباً» التى أطلقها بوتين على مدى سنوات، على بُعد أيام فقط، واستعدت وزارة الطيران المدنى لهذا اليوم لتجهيز الرحلات واتخاذ الترتيبات اللازمة للنقل، واستعدت وزارة السياحة لاستقبال ضيوف مصر بكل الحفاوة اللازمة، خاصة أن مصر معروفة بكرمها فى الضيافة، واحتفائها باستقبال ضيوفها.. فهى ليست معاملة خاصة للروس دون سواهم، ولكنها طريقة مصرية يشعر بها السائحون منذ أول مرة!
وأتمنى أن تأتى السياحة العالمية من كل فج عميق، حتى ينجح الوزير خالد العنانى، لأنه يمتلك أدوات وطموحات كبيرة للسياحة المصرية، ولأنه بذل مجهودات كبرى لإنعاش السياحة بأنواعها، والتقى بسفراء الاتحاد الأوروبى، وغيرهم، لعرض خطة السياحة وخريطتها.. وطرح أفكارًا جديدة.. وكنت أحد الذين حضروا له أول لقاء فى المتحف القبطى وهو يبحث تنشيط رحلة العائلة المقدسة!
باختصار، ما حدث فى زمن كورونا كان خارج إرادة الوزير والدولة كلها.. وأظن أنه سيبدأ من جديد دفع عجلة السياحة لأنها ستخفف الضغط على الاقتصاد القومى.. وعلى أى حال يبقى ربع كامل.. وهناك أمل كبير!