رأفت الهجان

مما لا شك فيه أن مسلسل رأفت الهجان كان من أهم المسلسلات التليفزيونية التى تم تقديمها على شاشة التليفزيون المصرى وحظى المسلسل باهتمام كبير من التليفزيون ووزارة الإعلام والمخابرات العامة، وقد حالفنى الحظ وقتها وكنت مساعد مخرج للمخرج الكبير يحيى العلمى فى هذا العمل، ومازلت أتذكر أول جلسة بروفة ترابيزة فى استديو 5 فى الدور الرابع فى التليفزيون المصرى، وأنا أجلس على مائدة يجلس عليها الأستاذ محمود عبدالعزيز ومعه فريق العمل من ممثلين وأيضا أدوار ثانوية وباقى مساعدى الإخراج، وكان المشهد الأول الذى يؤديه على ترابيزة البروفات مشهد وفاة رأفت، وكان مشوار الإعداد لهذا المسلسل مشواراً صعبا فهو عمل هام يجسد البطولة الكبيرة للمخابرات العامة المصرية وأبطالها الذين أدوا وقاموا وقدموا أروحهم وتضحيتهم فى سبيل إعلاء هذا الوطن ومنهم رفعت الجمال أو كما يطلق عليه رأفت الهجان.

بدأنا فى الإعداد لهذا المسلسل الذى كنا نعمل فيه بفريق متكامل يدرس كل التفاصيل. وأتذكر كيف كان الأستاذ محمود عبدالعزيز حريصا على أن يهتم بكل التفاصيل، الملابس، الألوان التى كانت ترتدى فى فترة ما قبل ثورة 52 وبعدها.. كان حريصا جدا لدرجة أنه كان حريصا حتى على معرفة وضع النجوم على أكتاف الضباط، كيف كانت توضع قبل الثورة وبعد الثورة، كان مهتما جدا حتى بالسجائر التى كان يشربها رأفت الهجان فقد كانت قبل 54 سجائر بدون فلتر وبعدها كانت قد ظهرت السجائر بفلتر، كان يهتم أيضاً بالسيارات وكان يطلب دائماً من مورد السيارات أن يهتم بأن تكون السيارات المستخدمة معبرة عن التواريخ بحيث تكون موافقة للسنوات نفسها، كان حريصاً كل الحرص على أن يؤدى هذا الدور باقتدار إيماناً منه بأن هذا دور مختلف يلعبه فى حياته لأنه يجسد دورا عظيما لشخصية فذة قدمت لمصر الكثير كانت المخابرات العامة مهتمة جدا بالمسلسل لدرجة أننى لن أنسى هذا اليوم، الذى دعى فيه اللواء المغفور له، أمين نمر - الذى كان يشغل رئيس المخابرات العامة المصرية- فريق العمل، وكنت منهم، على الغداء، وجلسنا جميعاً على مائدة واحدة، معنا رئيس المخابرات وضباط من المخابرات والضابط المكلف بمتابعة تنفيذ العمل والأستاذ محمود عبدالعزيز والفنانة يسرا وجميع العاملين، كان جوا يسوده الحب والمحبة والألفة الشديدة جدا وكانت المخابرات تحتفى بنا جميعا، وأهدونا فى نهاية اللقاء سلسلة مفاتيح كان عليها شعار المخابرات العامة المصرية، وبدأنا التصوير بعد أيام طويلة من الإعداد الشديد من العمل هنا وهناك، الإنتاج يعمل بقوة، والجميع يعمل، وتصميم الملابس، حتى الفنان الراحل العظيم عمار الشريعى، الذى كان يبحث عن هذه التيمة الجديدة التى يقدم بها موسيقى العمل، حتى قال: وجدتها وجدتها، وكنت فى ذلك الوقت موجودا فى منزله فى شارع الحسين بالدقى.. وللحديث بقية.

(المصري اليوم)

التعليقات