ارفعوا أيديكم عن آثارنا وحضارتنا

 

تابعت فى الأيام الماضية تصريحات فضيلة الدكتور أحمد كريمة و التى أفتى فيها بحرمانية استخراج مومياوات أجدادنا المصريين القدماء و اعتبر هذا الفعل انتهاكا لحرمة الموت و نبشا للقبور الأمر الذى حرمته الشريعة حسب قوله.

و الحقيقة بحثت كثيرا عن سياق هذه التصريحات و لم أجد لها سببا الا و كما وصفها الأثرى الكبير الدكتور زاهى حواس بأنها "فرقعة إعلامية" و هنا نقف لحظة لنرى ان كان عرض هذه الآثار فى المتاحف هو من باب إهانة الموتى أم أنه تمجيدا لهذه الحضارة العظيمة التى هى محل فخرنا شبه الوحيد.

أما الشيخ خالد الجندي فشعر بأن عليه أن يضيف شيئا فى الحديث الدائر حول المصريين القدماء فخرج علينا منذ ساعات ليقرر أن الفراعنة كانوا مؤمنين  كأن عدم كونهم مؤمنين سينفى عن حضارتهم صفة العظمة  و بعد أن تم انتقاده عدل كلامه و اضطر أن يمسك العصا من المنتصف مشدداً على أن الفراعنة كان منهم مؤمنين ومنهم غير ذلك.

و أنا لا أعرف ان كان يعرف الفارق بين الفراعنة و المصريين القدماء و لا أعرف ما هو البحث الأثرى العلمى المدعوم بمخطوطات و كشف الكربون المشع الذى اعتمد عليه فى رأيه هذا.

لم تكن هذه التصريحات هى الوحيدة التى طالت الحضارة المصرية القديمة بل تحدث سابقا بغير علم العديد من المشايخ حتى وصل الأمر بأحدهم التصريح بأن أبو الهول هو سيدنا إدريس آخذا بكلام بعض كتب التراث و ضاربا بعرض الحائط علم الآثار و أبحاثه و براهينه المادية.

تذكرت و أنا أقرأ هذه التصريحات الرعب الذى تملكنا عندما قال أحد مشايخ الجماعات الجهادية إبان حكم الجماعة الإرهابية أن هدم الأهرامات و أبو الهول هو واجب شرعى لأنهم أوثان، و نحمد الخالق على نعمة ثورة ٣٠ يونيو التى أطاحت بهم من الحكم لكن يبدو أن أفكارهم لاتزال تحلق فوق سماء المحروسة و للأسف لم يتمكن المجتمع حتى الآن من التخلص منها.

و هنا أحذر من مثل هذه الفتاوى و التصريحات لأن هذا الطريق فى نهايته سيؤدى إلى كارثة و لدينا أمثلة كثيرة حدثت فى بلاد أخرى فلنتذكر ماذا فعل المتشددون فى آثار حضارتى العراق و أفغانستان.

أعتقد أن الوقت قد حان لكى تتدخل الدولة و تتصدى لمثل هذه التصريحات و فى هذا المقال انتهز الفرصة و أقول لهم توقفوا عن الحديث و ارفعوا أيديكم عن الحضارة المصرية القديمة.

التعليقات