أشرف مروان واغتيال السادات

كما ذكرنا فى المقال السابق بدأت العلاقة الفعلية بين أشرف مروان والرئيس جمال عبد الناصر عندما عادت السيدة منى إلى بيت والدها لكى ترعى والدتها الحفيد وتتفرغ منى لدراستها، فكان أشرف والرئيس جمال عبد الناصر يتناولان وجبتى الفطور والغداء معا كل يوم تقريبا، ويلعبان معا البينج بونج.. وكان يتمشى معه يوميا لمدة ساعة بعد أن مرض الرئيس عام 69 وطلب الأطباء منه المشى.. وخلال هذه الفترة تم نقل أشرف من المعامل إلى مكتب الرئيس.. حيث استطاع أن يكسب ثقته الكاملة فى فترة وجيزة، ليس لأنه زوج ابنته، ولكن لأنه أشرف مروان أيضا.. وكما قالت لى السيدة منى وأكدت أن من يقول إن أشرف استفاد من الزواج من بنت الرئيس عليه أيضا أن يقول إننى استفدت من الزواج منه، لأن الزواج وتكوين عائلة سعيدة مستقرة مكسب كبير.. مات الرئيس عبدالناصر واستمرت علاقة أشرف مروان بالرئيس، ولكن هذه المرة الرئيس هو السادات الذى وثق فى مروان عندما تخلى عنه الآخرون وتآمروا عليه، إضافة إلى أنه كان زوج بنت عبدالناصر.. وتدافع منى بقوة عمن يقول إن زوجها أخطأ عندما دعم السادات فى أحداث 15 مايو عام 71.

وروت لى أنها سمعت والدها الرئيس عبدالناصر عندما قال لهم إنه أحضر أنور السادات وطلب منه حلف اليمين ليكون نائبا له لأنه كان مسافرا بالطائرة وخاف أن يضربوا طائرته، ولحرصه على استقرار مصر من بعده لذلك اختار الرئيس السادات.. وعندما أخبرها أشرف عن حكاية الاستقالات تذكرت الموقف وحرص والدها على استقرار البلد، فطلبت من أشرف أن يذهب إلى السادات ويحذره من أجل الاستقرار.. وتعترف منى بأن الخطوة التى أقدم عليها أشرف خلقت حساسية بينها وبين أخواتها ولكنها لم تدم طويلا.. وهى لم تندم على ذلك لأنها كانت مقتنعة بما فعلت وبما فعل زوجها أشرف مروان..

وكما روت لى السيدة منى عبد الناصر أن العلاقة بين أشرف مروان والرئيس السادات كانت علاقة وثيقة جدا امتدت حتى قبل ثلاثة أيام من وفاة الرئيس السادات، حيث كانت منى ومعها أشرف مروان يتناولان العشاء فى غرفة نوم الرئيس، وفى وجود السيدة جيهان السادات التى قالوا فى الصحافة المصرية وقتها عن الخلافات الكبيرة بينها وبين جيهان ومروان، والحقيقة كانت عكس ذلك تماما.. وأن هناك الكثير من الأشياء التى كانت تنشر فى ذاك الوقت ربما لحماية أشرف مروان، ولكن الكثير من الناس، خاصة المحيطين بأشرف والسادات لم يكونوا على علم تام بما يجرى داخل البيوت على حد وصف منى.. المهم أنهم تناولوا العشاء فى أول أيام أكتوبر وودعوا الرئيس لأنهم كانوا مسافرين إلى الخارج.. واغتيل السادات بعدها بخمسة أيام فقط..

وبدأت رحلة جديدة فى عمر منى وأشرف خارج حدود مصر.

وللحديث بقية....

(المصري اليوم)

التعليقات