نعم .. نحن نستطيع


إنساب اللحن الغريب وتتابعت الكلمات ، لم تكن الموسيقي مألوفة لاهي ولا الكلمات ، لغة لم نفهمها لكنها دخلت وبلا إستئذان إلي شغاف القلب ، إستدعت الصمت والإحترام في حضرتها، جاءت من مكان بعيد ، جاءت من ألاف السنين ، لكن شيئاً بها يخبرنا أنها لغتنا وموسيقانا وترانيمنا القديمة ، لغة وتراتيل الجدات والجدود ، أصولنا المصرية التي كادت تغيب عن إدراكنا وكأننا إنفصلنا عنها وكأننا لم نعد ننتمي اليها ربما تقصيراً أو جهلاً أو ناتج تشويه متعمد  خاصة لأجيالنا الصغيرة التي طمست الكتب المدرسية  معالم تلك الحضارة العظيمة لصالح خزعبلات اَن أوان مراجعتها .
( ترنيمة إيزيس ) لغة مصرية قديمة فرعونية صاحبها لحن جميل هادئ هدوء إنسياب مياه نهر النيل ورهبة المعابد وأناقة اداء المصريين القدماء ، تحفة فنية مسموعة ومرئية ( حديثة ) صاغتها عقول مصرية نطقاً ولحناً وأداءً أهاجت الجينات الكامنة وإستدعت الإنبهار والدموع في العيون إعتزازاً وفرحة وشعوراً مبهماً بالإنتماء والإمتداد والتباهي .
تلك لمحة واحدة من إحتفال مهيب مصري أصيل مازال حديث العالم لكن الأهم أنه حديث المصريين الذين تابعوا بشغف وحب موكب نقل مومياوات الملكات والملوك من المتحف المصري بالتحرير إلي متحف الحضارة الجديد بمنطقة الفسطاط . حدث إشترك فيه المئات فأجادوا وبرعوا ورفعوا  رؤوسنا عالية عبر شاشات العالم ، وأكدوا أننا نستطيع وأننا نقدر وأننا مؤهلين للتميز والتفوق .
كتبت يومها نعم نحن نستطيع : أن نبدع و أن نبتكر و أن نبهر الجميع ، أن نفخر بمصريتنا وبإمتدادنا التاريخي ، اَن الأوان أن نعود  إلي الأصل بعد سنوات من الغربه ، دامت مصر لنا وطناً وحباً .
بعد ذلك الإبداع الفني والتنظيمي لا نريد أن نعود الي الوراء ، لانريد أن نقبل الإستسهال أو تمرير الضعيف أو السيئ ، كشف ذلك الحدث العالمي عن مواهب مصرية متعدده وكامنه اَن لها أن تظهر علي قمة الإنتاج الثقافي والفني في مصر كي نسترد عافيتنا  التي تاَكلت بفعل تدافع العمله الرديئة إلي مقدمة الصورة ويمكننا الأن أن ننحيها بعيداً ونجبرها علي  التراجع والإنحسار .  
(عن المصري اليوم)

التعليقات