دراما رمضان

وبفضل المنصات الجديدة اتيحت لي الفرصة لأول مرة منذ سنين أن أتابع أكبر عدد من المسلسلات بشكل لم يحدث من قبل ،، فرحت أتجول بينها و أشاهد المسلسل بطريقتي وبرتم حياتي بعيدا عن الاعلانات ،، أسرع من رتم المشاهدة ، أتجاوز مواقف فيها بعض الملل أو الإطالة ، أسترجع مشاهد أو عبارات لأعيد مشاهدتها وقراءة ما بين سطورها ،، رحلة ممتعة ما بين دراما الوعي والمواجهة الفكرية في الاختيار ٢ وهجمة مرتدة و القاهرة كابول وهي النوعية الاقرب لاهتمامي ، ودراما الصعيد ما بين ملحمة موسي و نسل الاغراب ، والدراما الاجتماعية في ضد الكسر وحرب أهلية وخلي بالك من زيزي وأولاد ناس ، وحالة التشويق التي يحققها لعبة نيوتن وقصر النيل وحالة البهجة التي يضفيها نجيب زاهي زركش ودراما ولاد البلد كما اسميها في لحم غزال وملوك الجدعنه وغيرهم ..
الخلاصة أنني لم أجد في حياتي من قبل فسحة الوقت لمتابعة هذا القدر من المسلسلات وربما لم يتاح منذ أكثر من عشر سنوات هذا القدر من الأعمال بتنوعها كمًا ونوعا.
إننا نشهد موسم درامي لم يتكرر منذ أكثر من عقد كامل ،، ماراثون إبداع في النص و التمثيل والاخراج والديكور والتصوير والإضاءة.. (بس لسه عندنا مشاكل صوت معرفش ليه)..
لن أخوض في اقتصاديات الدراما أو الشكليات ؛ فاهتمامي يتركز في المحتوي والمضمون والرسالة ..
أتابع وأنا اتساءل؛ أي بلد تمتلك كل هذه الطاقات الابداعية؟! ،، من كل هؤلاء؟! وكيف جاد بهم الزمن علي مصر؟!..
قد تبدو كلمة القوي الناعمة متكررة ،، ولكنها تصف مكنون ومخزون هذا الوطن من الابداع .. ثروة لا مدي لها .. قادرة علي تغيير مجتمع وإحداث طفرات وتحولات في أنماط حياة المصريين اذا ما أحسن توظيفها وقادرة علي تصدير أفكار ومفاهيم لمدي يتجاوز حدود الزمان والمكان ..
ستظل الدراما المصرية لسان حال المصريين ؛ ماضيًا و حاضرًا و مستقبلًا!

(من صفحته)

التعليقات