٢٠٠ج فيلم ميلودراما

هل من علاقة بين ما حدث هذا العام فى التعليم وامتحانات الثانوية العامة وبين إنتاج فيلم 200 ج الذى يعرض الآن بمجموعة من كبار الممثلين، من تأليف احمد عبدالله، وإخراج محمد أمين؟ الإجابة: نعم، هناك أكثر من علاقة بين ما يجرى فى المجتمع من كل مظاهر التردى وغياب الأخلاق وادعاء العلم والبحث عن المظاهر والأموال بأى طريقة والحقد الطبقى وعقوق الأبناء وقسوة الآباء وتسيب الأهل، والعديد من السلبيات التى أظهرها فيلم يقوم على حبكة الورقة المالية ذات المائتى جنيه فى سيناريو الاسكتش أو القصص المنفصلة، بأبطال ونجوم مختلفة من خلال ميلودراما صارخة تستدعى الشفقة والحزن والألم المستمر على احوال العباد فى المحروسة، ويبدأ الفيلم بمشهد مأساوى لاسعاد يونس أو عزيزة السيد التى تقضى ليلها أمام البنك لتلحق بدورها وتقبض معاش تكافل وكرامة أو التضامن من مبلغ 1200 ج وبدلاً من أن تختم أمام اسمها فى الكشف تختم الورقة ذات المائتى جنيه وتبدأ الاحداث بعد أن نرى حجم فقرها وأن ابنها «عنتر» «أحمد السعدني» سائق التوك توك يسرقها دون أن ترى فتبكى بحرقة وتدعو على من سرقها بأن يقطع جسده فى حادثة.. وتتوالى الأحداث لندخل فى أول قصة بين عنتر وصديقه وزوجته والخيانة المعهودة ثم الراقصة غادة عادل التى تقبض الورقة المالية ونرى حجم معاناتها مع أمها وطفلها ورغبتها فى الخروج من شرنقة الفقر والجهل والعوز وبيع جسدها فى الرقص ثم تذهب الورقة إلى صيدلى ومنها إلى ابنه الذى يدفعها للمدرس سمير أو احمد رزق الذى يعلم تلاميذه علم الاجتماع بالطبلة والصاجات والرقص، ويقضى يومه وليله فى الدروس الخصوصية ليوفر حياة مرفهة لأبنائه الفشلة وزوجته التى تدفع الورقة المالية لسائق الأوبر حسن أو أحمد السقا والذى تركب معه امرأة لعوب يدخل فى معركة استعراض قوته البدنية للدفاع عنها وفى منزله توجد مشكلة المياه مع جاره الذى يستدعى سباكا بسيطا يقع فى منور العمارة وفى مشهد مأساوى يشبه الاعلانات يحتاج السباك العجوز الفقير لشريحة بعد كسر عموده الفقرى ثمنها 5000 جنيه يدفعها حسن السائق الشهم بدلًا من قسط العربة التى يعمل عليها لزيادة دخله وتذهب الـ 200 جنيه إلى الطبيبة التى تجرى العملية ثم إلى هانى رمزى أو شوقى عامل البنزينة الذى تطلب منه ابنته بلوزة من المهندسين بدلًا من العتبة وفى النهاية تصل الورقة إلى جواهرجى يبيع عنده حسين.. «خالد الصاوى» خاتم زوجته الألماظ ليدفع مصاريف جامعة ابنه وتأتى خادمة لتعمل فى تنظيف فيلا خالد ويدور حوار داخلى «مونولوج» وهو حوار طبقى مليء بالحقد والكراهية فى ضمير صاحب الفيلا والخادمة ليؤكد حجم الهوة الانسانية بين المصريين وتنتهى اللقطة والمشهد بأن تحصل الخادمة على الورقة المالية ثم ننتقل إلى قصة الفتيات اللاتى يعملن بعض الوقت كومبارس فى البرامج الفضائية ويظهر الضيف دكتور الجامعة طارق عبدالعزيز أو سعيد المنافق الذى يصرخ من أجل أتعابه ووجبة الجمبرى ضاربًا بالأعراف والأخلاق والعلم كل القيم.. وتدفع الفتاة الكومبارس الورقة لصاحب محل تصوير ملازم دراسية يدفعها إلى سلوى أو ليلى علوى التى تبيع محافظ وأحزمة جلد وهى التى كانت تعمل لدى ممثلة كبيرة وفى الشارع تظهر صابرين فى مشهد تصوير فيلم وتنادى على سلوى التى ترفض أن يراها أحد ضعيفة ونجدها فى منزلها مع زوجها «البزاوى» المريض الذى يموت بجوارها فيصعد صاحب المنزل احمد آدم البخيل ليطردها من الغرفة فوق سطح المنزل فتدفن زوجها وتجلس فى الشارع مع صندوق من الصور وورقة الـ 200 جنيه فيأتى عنتر ليسرقها ويعطى الورقة لزوجة صديقه فى الفراش ويعرف الصديق فيدهسهما بعربته النقل وينتهى الفيلم بسقوط الورقة ليلتقطها بيومى فؤاد.. فيلم للأسف يقدم دراما سوداء وحبكة ضعيفة وإدانة صريحة لجميع أطياف وفئات المجتمع خاصة المدرس والأستاذ الجامعى... لذا فإن صورة التعليم صارت قاتمة ونتائجه غاشمة فى فيلم قاتم السواد.

"عن الوفد"

التعليقات