حقوق الإنسان والتعليم

 

الاسترتيجية التى أطلقها الرئيس السيسى عن حقوق الإنسان تعد حدثاً هاماً وجللاً يستحق من الجميع الالتفات والاهتمام والتحليل والتوضيح والمشاركة فى التنفيذ والتطوير لهذه الوثيقة الحقوقية لبداية حياة ونظام وأسلوب عمل جديد يتعلق بالمواطن وحقوقه الوطنية، وكذلك الحقوق الإنسانية العامة، ومن أهم بنود الاستراتيجية هى حق التعليم ومبدأ تكافؤ الفرص وقضية تحسين جودة التعليم وتطوير المناهج وسد الفجوة النوعية بين الجنسين وبين الريف والحضر... كلام جميل وكلام معقول لا أستطيع أن أعقب عليه ولكن على أرض الواقع هل قضية التعليم اليوم تتوافق مع الخطة الاستراتيجية  لحقوق الإنسان، والتى هى بداية للجمهورية الجديدة؟.. علينا أن نشير إلى ما تم فى الخمس سنوات الماضية وما قدمه الوزير د. طارق شوقى للمجتمع وللأسر المصرية وأيضا لمستقبل هذا الوطن، وهل حقاً تم تغيير وتطوير منظومة التعليم والتعليم، وهل حقاً استفدنا من المنظومة الإلكترونية، وهل هناك تكافؤ للفرص وحق التعليم للجميع أم أن التعليم أصبح لمن يملك المال الباهظ قبل العقل والقدرات والرغبة والإرادة، وهل هناك أى نوع من الرقابة على المدارس الدولية والمدارس الأزهرية والمدارس الخاصة والمدارس التجريبية والمدارس الحكومية ومدارس اللغات والمدارس الفنية؟
أسئلة كثيرة نبدأها بالآتى:
       • هل نجح الوزير فى تطبيق سياسة التعليم وخطة التطوير على المدارس المصرية والأجنبية، أم أن هناك تفرقة واضحة وجلية وعميقة تزيد الفجوة بين المواطنين منذ البدايات وتخلق أجيالاً لا تتفق ولا تتماسك ولا تنتمى وإنما أجيالا تتنافر وتتنامر وقد يصل الأمر إلى التعصب المرفوض أو الكراهية البغيضة.. لأن منذ الصغر نجد أطفالا تلتحق بمدارس مصروفاتها مئات الآلاف وأخرى مصروفاتها عشرات الآلاف وأخرى بضعة مئات وكل له مناهجه وطرق تعليمه أساليب إمتحانه ومن ثم لا تتحقق المساوة حين الالتحاق بالتعليم العالى ووجود فرص عمل تنافسية مما يوثر سلبا على سلام وأمن المجتمع.
       • هل المناهج الدراسية التى تم تطويرها تتوافق مع طبيعة المجتمع وطبيعة المادة وأسلوب التقييم الذى أثبت فشله الذريع لأنه لا يعلم كل المهارات والقدرات ولا ينتج طالبا صالحا للتعبير والتفكير والتدبر بما نراه فى الجامعات يؤكد أننا نواجه أزمة كبرى فى الجيل القادم هذا الجيل الذى سوف يخرج منه المهندس والطبيب والمدرس والمحامى والمحاسب والإعلامى وغيره... القضية ليست مجرد درجات أو كتاب أو امتحان أو تابلت لم يستعمل وإنما القضية أن مستوى الطلاب فى جميع الكليات والجامعات يعانى من ضعف شديد فى اللغات وفى التعبير وفى اللغة العربية وفى الثقافة الضحلة جداً التى لا تعرف ولا تدرك معنى القراءة والفن والنقد وتعتمد ثقافة الطلاب على المعلومة السريعة من بين شبكات الإنترنت مما أفقد الطلاب القدرة الإبداعية والفكرية والثقافية وعمق مفهوم التعالى والتفاخر أو الرفض والغضب.
       • هل تم الالتفات الحقيقى والجاد إلى كليات التربية لتغيير وتطوير المناهج وتنقيحها كما يتوافق مع التطورات التى تجرى فى العالم من حولنا وهل أيضا تم تطوير وتنقيح مناهج المدارس الأزهرية التى لا تخضع لوزارة التربية والتعليم، وهل مدرسو المدارس الأزهرية يتلقون تعليماً وتدريباً تربوياً على النظم الحديثة فى التعليم والتعلم، وهل المدارس الدولية ومدرسوها ومناهجها فوق الوزارة وفوق القوانين، وهل المدارس الخاصة تسعى هى الأخرى للاستقلالية عن الوزارة مع وجود ملاك كبار لهذه المدارس داخل أروقة المجالس النيابية؟
وأخيراً الحق فى التعليم وتكافؤ الفرص فى العمل جميعها من حقوق الإنسان قبل حقوق المواطن... نحتاج جميعاً إلى التفكير والتدبر فى هذه الأسئلة وغيرها الكثير لأن مستقبلنا يكمن فى التعليم...
 
"عن الوفد"
التعليقات