هويتنا العربية

من أهم الفعاليات التى شهدها معرض أكسبو دبى 2021 هى فعالية اللغة العربية التى أقامتها جامعة الدول العربية فى يوم الاحتفال باللغة العربية كأهم محدد للهوية العربية فى ظل كم التحديات والمتغيرات التى يواجهها الوطن العربى وكانت كلمة الأمين العام السفير أحمد أبوالغيط افتتاحاً لندوة نقاشية مهمة حضرتها وزيرة الثقافة الإماراتية د.نورة الكعبى، والسفيرة هيفاء أبوغزالة، والسفير حسام ذكى، والدكتور على عبدالله موسى الأمين العام للمجلس الدولى للغه العربية، الذى تأسس عام 2008. ودارت الندوة النقاشية المهمة حول عدة محاور عن أهمية وضرورة الحفاظ على اللغة العربية كتابة ونطقاً وإبداعاً، وفى مجال العلوم والتكنولوجيا وضرورة إنشاء منظمة عربية تختص بالترجمة واللغة العربية فى هذا الخضم الزاخر والمزدحم بالتغيرات والتقنيات الحديثة والمنصات الإلكترونية التى تهدد اللغة العربية، وأيضاً الهوية والعادات والتقاليد والنشء الجديد الذى لا يستخدم اللغة العربية فى حياته اليومية، وفى استخدامات الحاسب والموبايل والمنصات والألعاب الحديثة والعلوم والتعليم.. ومن ثم فإن توصية هذه الندوة والاحتفال الذى رعته دولة الإمارات العربية وإدارة أكسبو أن الأمانة العامة للجامعة العربية سوف تطلق شهراً للغة العربية ابتداء من يوم 21 فبراير اليوم العالمى للغة الأم حتى نهاية 21 مارس 2022 احتفالاً وتزامناً بمرور 77 عاماً على تأسيس الجامعة العربية، وذلك بالتعاون مع المجلس الدولى للغة العربية، وتعتبر هذه المبادرة والتوصية هى جسر التواصل الجديد والدور المستقبلى المهم للجامعة العربية من خلال التأكيد على الثقافة والتراث واللغة كأحد أهم الركائز الثقافية والفكرية التى على الشعوب العربية الاهتمام بها والالتفات إلى خطورة تركها نهباً وفريسه للغات الجديدة خاصة اللغة الإنجليزية ولغة الكمبيوتر والإنترنت.

وفى بلادنا الحبيبة كانت الضربة الأولى للغة العربية حين أصبحت مادة مساوية للغة الأجنبية فى الدرجات المؤهلة للشهادات العامة وللجامعة وحين أصبحت اللغة العربية لغة هامشية مقارنة باللغات الأجنبية الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ولم تعد تدرس فى المدارس الدولية، وإنما تقدم باعتبارها مادة ثانوية غير أساسية وغير مؤثرة، وكذلك حين انخفض مجموع الالتحاق بالكليات التى تدرس اللغة العربية مثل دار العلوم وآداب عربى وتربية لتصبح أقل المجاميع والدرجات هى التى يسمح لها بالالتحاق بهذه الكليات والأقسام التى تمنح درجة الليسانس فى علوم اللغة العربية وآدابها وثقافتها، فلم تعد للغة بريقها المعتاد وتوارت عن المشهد الثقافى والأكاديمى، وطغت ثقافات بديلة ولم يهتم النشء بتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة ونطقاً وتفاخروا وتباهوا باللكنات الغربية واللغات الأجنبية ولكأن أهل العربية فى مرتبة أقل ومكانة أدنى.. حتى فى مجال الإعلام لم يعد الذين يتقنون لغة الضاد ولغة العرب هم أصحاب المكانة والشهرة والحضور على الساحة، وإنما كل من يرطن بالأجنبية ولم نعد نتابع صفحات الأدب والشعر والمسرح والرواية والقصة فى الصحف والمواقع والبرامج.. إنها الهوية العربية وإعادة إحياء التراث الإبداعى العربى من خلال إحياء اللغة بمستوياتها المتعددة وتبسيط المناهج وعلوم اللغة والنحو والصرف والبلاغة لتناسب المراحل العمرية المختلفة ولتعود العربية إلى الصدارة وإلى قلب الوطن وعقل المواطن العربى.. لغتنا هى الدر فى البحر الإنسانى وفى المحيط العربى.

"عن الوفد"

التعليقات