أمام 12 ألف متفرج فى استاد الشهداء فى كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية.. وبحضور جيانى إنفانتينو، رئيس الفيفا، وباتريس موتسيبى، رئيس الكاف، وفاطمة سامورا سكرتير عام الفيفا وكثير من مسؤولى الكرة فى إفريقيا.. انتهت منذ أربعة أيام البطولة الإفريقية لكرة القدم.. لم تكن بطولة أمم أو أندية أو تصفيات مونديالية أو أوليمبية.. إنما أول بطولة إفريقية للمدارس.

وشاركت فيها تلميذات وتلاميذ من الكونغو والمغرب وبنين والسنغال وإثيوبيا وجنوب إفريقيا.. وفازت تلميذات المغرب بالكأس الأولى بعد فوزهن فى النهائى على تلميذات جنوب إفريقيا.. وفاز تلاميذ الكونغو بالكأس بعد فوزهم فى النهائى على تلاميذ السنغال.. وأقيمت البطولة تحت رعاية الفيفا والكاف والأمم المتحدة أيضا، واستحقت أن يصفها إنفانتينو بالبطولة المدرسية الأكبر فى العالم وليست فى إفريقيا فقط.. وتابعت البطولة وأخبارها وحكاياتها ومبارياتها واحتفالاتها الفنية دون أن أعرف لماذا لم تشارك مصر.. هل كانت هناك دعوة، لكن رفضتها مصر، أم أن مصر ليست مهتمة أو لم يعرف مسؤولوها، سواء عن كرة القدم أو الاتحاد الرياضى المدرسى بالبطولة أصلا.

لكننى أعرف أن منتخب المدارس المصرية شارك فى بطولة العالم لكرة اليد للمدارس التى نظمتها صربيا فى ديسمبر الماضى، وفازت تلميذات مصر بالمركز الثانى بعد خسارة النهائى أمام ألمانيا وفاز تلاميذها بالمركز الثالث بعد الفوز على فرنسا.. وكانت هذه الرحلة والمشاركة تعنى أن لدينا اتحادًا رياضيًا مدرسيًا يستطيع المشاركة فى بطولات دولية بتلميذات وتلاميذ مصريين.. وكنت أتمنى أن تشارك مصر فى أول بطولة كروية إفريقية للمدارس لسبب لا علاقة له بإفريقيا إنما للاحتفال بذكرى مرور 110 سنوات بالضبط على اعتراف المدرسة المصرية بكرة القدم.. ففى 1892.

قرر محمد زكى باشا ناظر المعارف المصرية إدخال كرة القدم ضمن نشاطات كل مدرسة مصرية.. وهو القرار الذى غير شكل كرة القدم فى مصر وأحالها من لعبة عشوائية وفوضوية فى الميادين والحارات إلى لعبة منظمة.. كما أدى هذا القرار إلى اعتراف طبقات اجتماعية جديدة فى مصر بكرة القدم، فلم تبق لعبة يخجل من ممارستها التلاميذ وأولياء أمورهم.. وكان سيبدو الأمر رائعا لو احتفلنا بذلك بمنتخب لتلميذات وتلاميذ المدارس المصرية وهم يشاركون فى أول بطولة إفريقية مدرسية لكرة القدم كتكريم ورد اعتبار للمدرسة المصرية التى علمت المصريين حب واحترام كرة القدم.

"عن المصري اليوم"