عمرو الليثي يكتب.. ولا عزاء للسيدات

خصصت أكثر من مقالة من قبل للحديث عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وكانت تربطها علاقة صداقة وطيدة بوالدى الأستاذ ممدوح الليثى، وعملت معه أول مسلسل تليفزيونى لها، وهو مسلسل «ضمير أبلة حكمت»، وتكلمنا عليه من قبل، كما كانت تربطها علاقة صداقة وطيدة بعمى الأستاذ جمال الليثى، وتعاونا فى أكثر من فيلم سينمائى، والحقيقة أنها شخصية فنية فريدة وعظيمة وكانت لها رؤية فنية ثاقبة، وفى لقائى مع الموسيقار الكبير هانى شنودة سلط الضوء على هذه الرؤية العميقة من خلال سرده لقصة بدايته مع الموسيقى التصويرية للأعمال السينمائية، فكما حكا لى أن المخرج الكبير «هنرى بركات» جاءه، وقال له «تونة عاوزاك تعمل الفيلم الجديد» فقال له تونة مين؟
 
فقال له الأستاذ هنرى «فاتن حمامة يا أخى، عاوزاك تعمل موسيقى فيلم (ولا عزاء للسيدات)»، فوافق الأستاذ هانى وذهب لمقابلتها، وبعد أن أخذ المقاسات من مونيرة النيجاتيف العظيمة رشيدة عبد السلام- رحمة الله عليها، دخل لمقابلة الأستاذة فاتن التى قالت له «هانى الفيلم كئيب والأفيشات أبيض وأسود ولا أريد تكلفة المنتج لأنه صرف الكثير، فلا أريد تشيلو فى الفيلم نهائى حتى لا يزيد من كآبة الفيلم وعدم عمل الجمل قصيرة لأن الجمل الطويلة هى التى تنجح».
 
ووضعت ستة عشر شرطاً، وكان الأستاذ هانى يكتب وراءها ملاحظاتها فى ورقة تلك الشروط التى على الرغم أنها تبدو شيئا مزعجا إلا أنها تكشف مدى فهمها وتذوقها للموسيقى، ووضع تلك الورقة بجانبه بسيارته الـ 128 وطوال طريقه للمنزل كانت الفكرة المسيطرة عليه أنه سيتصل على الأستاذ هنرى ليعتذر عن هذا العمل حتى وصل لمنزله ليتفاجأ بانقطاع الكهرباء والمصعد معطل ليضطر أن يصعد على السلم ويأتى له خاطر لماذا لا يجعل الستة عشر شرطاً بمثابة السلم الذى يصعد عليه ويعمل فى النهاية عملا يرضيها ويرضيه، ومع كل درجة سلم كان يتجاوز شرطًا من الشروط، ويضع تصورًا للموسيقى مطابقًا لشرط من شروط الأستاذة فاتن، وعندما وصل لشقته شعر أن ما حدث هو رسالة له لتأليف موسيقى الفيلم، وعمل عليها يومين متتاليين واتصل بعدها على الأستاذ هنرى يخبره بانتهائه من العمل وأبلغ الأستاذ هنرى السيدة فاتن حمامة التى اتصلت عليه، وقالت له إنها سترسل له السيدة كاتيا ثابت صاحبة قصة الفيلم لتسمع الموسيقى، وكان السبب وراء اختيارها لها أنها متذوقة ودارسة للموسيقى فكانت الأصلح للحكم على العمل، وبعد استماعها للموسيقى اتصلت بفاتن وأخبرتها بأن هناك شيئًا عظيمًا ستسمعه فى الاستوديو، فرحت فاتن وهنأت الأستاذ هانى وطلبت منه حجز الاستوديو فى اليوم التالى كى يبدأ التسجيل. وخرج العمل للنور وكانت موسيقاه التصويرية الرائعة بطلاً من أبطاله.
 
جدير بالذكر أن المقال تم نشره فى موقع المصري اليوم 

 

التعليقات