يحدٌث في أمريكا.. يوم الرئيس وبايدن إلى كييف سرًا

مساء يوم الأحد الماضي نشر البيت الأبيض برنامج بايدن ليوم الإثنين، وأشير إلى أنه سيكون في العاصمة واشنطن يوم الإثنين على أن يغادر المساء إلى بولندا.. وفي الواقع كان بايدن وقتها بعيدًا عن البيت الأبيض والولايات المتحدة وهو يطير في اتجاه بولندا حتى يدخل منها إلى أوكرانيا، ثم تبين أن الإعلان كان يسعى لصرف الأنظار عن شكوك محتملة من الجانب الروسي، وجاءت هذه الزيارة الأولى والمفاجئة للرئيس بايدن قبيل الذكرى الأولى للاجتياح الروسي لأوكرانيا.. 
 
وكان بايدن قد وصل إلى العاصمة الأوكرانية كييف، بعدما استقل القطارات لعدة ساعات قادمًا من الحدود البولندية، والحقيقة أن زيارة بايدن لكييف في مثل هذه الظروف كانت ضرورية؛ لتؤكد عزم أمريكا على الوقوف في وجه روسيا، وكان التكتم بشأن هذه الزيارة لأسباب أمنية، وعادة ما يتحرك الرئيس الأمريكي بشكل حصري على طائرة إير فورس، وإن ذات المستوى العالي من التحصين، لكن رحلته إلى أوكرانيا استدعت أن يستقل القطار، وغادر بايدن واشنطن إلى بولندا دون الإعلان عن الأمر، فيما جرى تدبير الأمر، وكأن الرئيس قد خرج مع زوجته من أجل تناول العشاء خارج البيت الأبيض في إجراء غير مسبوق..
 
وفي غضون ذلك، كان معروفًا من ذي قبل أن بايدن سيكون في العاصمة البولندية وارسو صباح الثلاثاء، في زيارة من يومين، وكان عدد من المسئولين الأمريكيين قد نفوا مرارًا وجود نية للإعلان عن زيارة مرتقبة لبايدن إلى كييف خلال وجوده في بولندا، وكان الرئيس الأمريكي قد التقى الرئيس الأوكراني زيلينسكي في كييف، في الوقت الذي كانت قد انطلقت صفارات الإنذار، على الرغم من عدم وجود تقارير عن ضربات صاروخية أو جوية من روسيا.. 
 
وعادة ما يحتفل الأمريكيون في يوم الإثنين الثالث من شهر فبراير كل عام بيوم الرؤساء لتكريم جميع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الاحتفال بدأ أول مرة في عام 1885 تخليدًا لذكرى الرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن، الذي ولد في 22 فبراير عام 1732، أما اليوم فيجري الاحتفال بهذه العطلة في يوم الإثنين الثالث من شهر فبراير من كل عام؛ لتكريم جميع الرؤساء، ويختلف اسم المناسبة من ولاية لأخرى، فهناك من يسميه "عيد ميلاد واشنطن"، أو "يوم الرؤساء"، أو "يوم الرئيس"، لكن يظل ثالث يوم إثنين في شهر فبراير عٌطلة فيدرالية في كل الولايات الأمريكية، ويتذكر الأمريكيون في هذا اليوم مسيرة وإنجازات واشنطن ودوره في تأسيس الولايات المتحدة، وتوحيد الجمهورية الفتية آنذاك. 
 
وأصبحت طريقة واشنطن - الذي يوصف بأنه "أبو البلاد" في الحكم وإدارة شئون الدولة - عرفًا ومثالًا احتذى به الرؤساء اللاحقون، وتم إقرار عيد ميلاد واشنطن عطلة رسمية في عام 1885؛ لتنضم إلى أربع إجازات فيدرالية أخرى معترف بها على المستوى الوطني الأمريكي، وجاء التحول من عيد ميلاد واشنطن إلى "يوم الرؤساء" في أواخر الستينيات، مع تطبيق "قانون عطلة الإثنين الموحد"، الذي دخل حيز التنفيذ رسميًا في عام 1971 الذي حول الاحتفال بعيد ميلاد واشنطن في 22 فبراير إلى يوم الإثنين الثالث من شهر فبراير من كل عام.. 
 
وللحديث بقية
 
المقال/ عثمان فكري
بوابة الأهرام
التعليقات