أخطر إعلام

أوضحت الدراسات أن الإعلام بصفة عامة أحد العناصر المؤثرة في المزاج العام والذي هو بطبيعته أخطر من الرأي العام بحكم خصائصه.. فالمزاج العام عاطفي سلباً أو ايجاباً.. تفاؤلاً أو تشاؤماً.. وبالتعمق أكثر تبين أن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة أكثر الأنشطة والأحداث التي تؤثر بقوة في المزاج العام.. انظر إلى مزاج المصريين حينما تفوز مصر في بطولة إقليمية أو دولية، وانظر الى العكس.. انظر إلى الأهلاوي كيف يكون مزاجه حينما يفوز الأهلي في أية مباراة، وكذلك الزمالكاوي.. باعتبارهما ناديي الأغلبية المصرية.. ترتيباً على ما سبق فإن الإعلام الرياضى أياً كانت صورته تعليقاً أو تحليلاً أو نقداً يمثل أكبر العوامل التي تؤثر في مزاج المتلقي.. أكتب في هذا الموضوع حينما أرى الإعلام الرياضي وخاصة أطرافه غير المؤهلة أو المدربة على فن الأداء الإعلامى المحترف.. مثل هذه الفئات وعن جهل وقصد وتعمد تأجج المشاعر إلى حد خلق حالة من العصبية والتعصب الأعمى.. هل نهاية الكون ان يهزم الاهلى أو الزمالك فى مباراة؟ وهل جئنا بما لم يأت به العالم حينما يفوز فريق في مباراة.. الأهلي العالمي إذا فاز والأهلي الضائع اذا انهزم، الزمالك يواصل إنجازاته إذا فاز في مباراة والزمالك يمحو تاريخه إذا انهزم أو تعادل في مباراة أياً كانت طرفها. ثم تلوم على السوشيال ميديا بينما من يضع لها السهم والبنزين هو الإعلام التقليدي وخاصة التليفزيون. دع الجمهور الأهلاوي يغني ويشجع ناديه، ودع الزمالك يقيم الأفراح لناديه، هذا أمر طبيعي في العالم كله إنما غير الطبيعي أن ترى وتسمع بشكل مباشر أو غير مباشر أو ما بين السطور وما خلفها صوت المعلق وكثيراً عن غير قصد وهذا لا ينفي تحيزه وتعصبه.. الاعلام الرياضى يبدأ من مؤسساته الاصلية وهى الأندية والقائمين عليها وخاصة تلك المؤسسات التي تغلق قنوات تتبعها فهي المسئولة الأولى عن أداء مقدمي برامجها ومعلقيها وعليها مسئولية تأهيلهم نفسياً وعلمياً لكي يعمقوا الانتماء لناديهم دون قذف أو سب أو تلقيح كلام على حد التعبير الشعبى.. اعتدال وتوازن الاعلام عامة والرياضى لا يأتى بالقوانين أو البيانات وإنما يأتي بالتنشئة والتأهيل.. والغريب والعجيب أن يحدث كل هذا والكورة كصناعة وفن واداء أبعد ما تكون عن الكرة التى نراها فى الدوريات والمباريات الدولية .. "الجنازة حارة.........". إنني ألفت الانتباه إلى أن المناخ العام لا يتحمل مزيداً من عكننة الرأي العام، آسف المزاج العام.
 
المقال/ د. سامي عبد العزيز
مصراوي
التعليقات